فَنَسِيَهُم)، فقال عليه السلام:
«إنَّ اللّه تبارك وتعالى لا ينسى ولايسهو، وانّما ينسى ويسهو المخلوقالمحدَث، ألا تسمعه عزّ وجلّ يقول: (ومَاكَانَ ربُّكَ نَسِيّاً)(1)، وانّما يجازيمَن نسيه، ونسي لقاء يومه بأن ينسيهمأنفسهم، كما قال عزّ وجلّ، (وَلا تكوُنواكَالَّذِينَ نَسُوا اللّهَ فَأَنساهُمأَنفسَهُم أُولئُك هُم الفاسِقُونَ)(2)،وقوله عزّ وجلّ: (فَاليَومَ نَنساهُم كَمانَسُوا لِقاءَ يَومِهِم هذا)(3)، أي: نتركهمكما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا»(4).
10 - قوله تعالى: (والأَرضُ جَميعاًقَبضَتُهُ يَومَ الِقيامَةِ والسَّمواتُمَطوِيّاتٌ بِيَمينِهِ)(5)
عن سليمان بن مهران قال: سألتُ أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ:(والأَرضُ جَميعاً قَبضَتُه يَومَالقِيامَةِ)، فقال عليه السلام:
«يعني ملكه، لا يملكها معه أحد، والقبض مناللّه تبارك وتعالى في موضع آخر: المنع،والبسط منه: الاعطاء والتوسيع، كما قالعزّ وجلّ: (واللّهُ يَقبِضُ وَيَبسُطُوَإِلَيهِ تُرجَعوُنَ)(6)، يعني: يعطيويوسّع، ويمنع ويضيِّق، والقبض منه عزَّوجلَّ في وجهٍ آخر: الأخذ، والأخذ في وجهٍ:القبول منه كما قال: (وَيَأخُذُالصَّدَقاتِ)(7)، أي: يقبلها من أهلها ويثيبعليها، قال: قلتُ: فقوله عزّ وجلّ:(وَالسَمواتُ مَطوِيّاتٌ بِيَمينِهِ)؟فقال عليه السلام: اليمين اليد، واليد:القدرة والقوة، يقول اللّه عزَّ وجل:والسماوات مطويات
(1) مريم: 64.
(2) الحشر: 19.
(3) الاعراف: 51.
(4) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب: 16، ح: 1،ص: 159 - 160.
(5) الزمر: 67.
(6) البقرة: 245.
(7) التوبة: 104.