له رضاً وسخط؟ فقال عليه السلام:
«نعم، وليس ذلكَ على ما يوجد منالمخلوقين، وذلكَ انَّ الرضا والغضبدِخال يدخل عليه، فينقله من حالٍ الى حال،معتمَل، مركّب، للاشياء فيه مدخل،وخالقنا لا مدخَلَ للاشياء فيه، واحد،أحديّ الذات، وأحدي المعنى، فرضاه ثوابه،وسخطه عقابه، من غير شيء يتداخله فيهيجهوينقله من حالٍ إلى حال، فانَّ ذلكَ صفةالمخلوقين العاجزين المحتاجين، وهو تباركوتعالى القويّ العزيز لا حاجة به الى شيء،وخلقه جميعاً، محتاجونَ إليه، انَّماخلقَ الاشياء من غير حاجةٍ ولا سببإختراعاً وابتداعاً»(1).
14 - قوله تعالى: (وَنَفَختُ فِيهِ مِنروحي)(2)
روى زرارة عن أبي عبد اللّه عليه السلامأنَّه قال في الآية الكريمة:
«انَّ اللّه تبارك وتعالى أحد، صمد، ليسله جوف، وانّما الروح خلق من خلقه نصرٌوتاُييد وقوّة، يجعله اللّه في قلوب الرسلوالمؤمنين»(3).
وعن محمد بن مسلم قال: سألتُ أبا جعفر عليهالسلام عن قول اللّه عزّ وجلّ: (وَنَفَختُفِيهِ مِن رُّوحي) فكيف هذا النفخ؟ فقالعليه السلام:
«انَّ الروح متحرك كالريح، وانّما سميروحاً لانَّه اشتق اسمه من الريح، وانّماأخرجه على لفظ الروح، لأنَّ الروح مجانسللريح، وانّما أضافه إلى نفسه لأنَّهاصطفاه على سائر الارواح، كما اصطفى بيتاًمن البيوت، فقال: بيتي، وقال لرسولٍ منالرسل: خليلي، وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوقمصنوع محدث مربوب مدبَّر»(4).
وورد عن أبي جعفر في قوله تعالى: (وَنَفختُفِيهِ مِن رُّوحي) انه قال عليه السلام:
(1) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب: 26، ح: 3،ص: 169 - 170.
(2) الحجر: 29، و ص: 72.
(3) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب: 27، ح: 2،ص: 171.
(4) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب: 27، ح: 3،ص: 171.