«من قدرتي»(1).
15 - قوله تعالى: (فَلمّا أَسَفُوناانتَقَمنا مِنهُم)(2)
ورد عن أبي عبد اللّه عليه في الآيةالكريمة انَّه قال:
«انَّ اللّه تبارك وتعالى لا يأسفكأسفنا، ولكنّه خلقَ أولياء لنفسه يأسفونويرضون، وهم مخلوقونَ مدبَّرون، فجعلرضاهم لنفسه رضى، وسخطهم لنفسه سخطاً،وذلكَ لانّه جعلهم الدعاة إليه، والأولادعليه، فلذلكَ صاروا كذلك، وليس انّ ذلكيصل إلى اللّه كما يصل إلى خلقه، ولكنَّهذا المعنى ما قال من ذلك، وقد قال أيضاً:(مَن أهان لي وليّاً فقد بازرني بالمحاربةودعاني اليها)، وقال أيضاً: (مَن يُطِعِالرَّسولَ فَقَد أَطاعَ اللّه)(3)، وقالأيضاً: (إِنَّ الَّذِينَ يُبايعونَكَإِنَّما يُبايعُونَ اللّهَ)(4)، وكل هذاوشبهه على ما ذكرتُ لك، وهكذا الرضاوالغضب وغيرهما من الاشياء مما يشاكل ذلك،ولو كان يصل إلى المكوِّن الاسفُ والضجرُوهو الذي أحدثهما وأنشأهما، لجاز لقائل أنيقول: إنَّ المكِّون يبيدُ يوماً مّا،لأنَّه إذا داخلَه الضجر والغضب دخلهالتغيير، وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليهالابادة، ولو كان ذلك كذلك لم يُعرفالمكوِّن من المكوَّن، ولا القادر منالمقدور، ولا الخالق من المخلوق، تعالىاللّه عن هذا القول علوّاً كبيراً، هوالخالق للاشياء لا لحاجةٍ، فإذا كان لالحاجةٍ استحال الحدّ والكيف فيه، فافهمذلك إن شاء اللّه»(5).
16 - قوله تعالى: (وَهُوَ الّذِي فيالسَّماءِ إِلهٌ وَفي الأرضِ إِلهٌ)(6)
(1) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب: 27، ح: 5،ص: 172.
(2) الزخرف: 55.
(3) النساء: 80.
(4) الفتح: 10.
(5) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب: 26، ح: 2،ص: 168 - 169.
(6) الزخرف: 84.