إصبعه إلى السماء ثم قال:
«على أبي الخطّاب لعنةُ اللّه والملائكةوالناس أجمعين، فأشهد باللّهِ انَّهكافر، فاسق، مشرك، وانّه يحشر مَعَ فرعونفي أشد العذاب غدواً وعشيّاً، ثم قال عليهالسلام:
- واللّه واللّه انّي لأنفس على أجسادٍاُصيبت معه النار»(1).
ويعني عليه السلام: في الفقرة الاخيرة منكلامه انَّه يأسف على اُولئك القوم الذينغرر بهم دعاة الالحاد، فأوردوهم مواردالهلكة.
9 - وقال مرازم قال لي أبو عبد اللّه عليهالسلام:
- يا مرازم! مَن بشّار؟ قلتُ:- الشعيري، فقال عليه السلام:
- لعنَ اللّه بشاراً(2)، يا مرازم قل لهم:ويلكم توبوا إلى اللّه، فانَّكم كافرونمشركون.
وكان بشار جاراً لمرازم، فقال له الصادقعليه السلام:
- يا مرازم! إنَّ اليهود قالوا ووحدوااللّه، وانَّ النصارى قالوا ووحدوااللّه، وانَّ بشاراً قال قولاً عظيماً،فإذا قدمت الكوفة فأتِه وقل له يقول لكَجعفر: يا فاسق، يا كافر، يا مشرك، أنا بريءمنكَ.
قال مرازم: فلما قدمتُ الكوفة، فوضعتُمتاعي وجئت إليه، ودعوت الجارية، وقلتقولي لابي إسماعيل هذا مرازم، فخرج اليَّفقلتُ له: يقول لك جعفر بن محمد: يا كافر،يا فاسق، يا مشرك، أنا بريء منك، فقالبشّار:
- وقد ذكرني سيدي، قلت:
(1) أسد حيدر، الامام الصادق والمذاهبالاربعة، المجلد الثاني، ص: 376.
(2) كان بشار الشعيري من أهل الكوفة من دعاةالالحاد، وممن يقول بمقالة العلياوية،وهم الذين قالوا: انَّ علياً ربّ، وظهربالعلوية الهاشمية، وقالوا بالتناسخوالتعطيل، وكان لبشّار جماعة يتبعونه علىأضاليله وأباطيله.
(أسد حيدر، الامام الصادق والمذاهبالاربعة، المجلّة الثاني، ص: 378).