باستعراض موجز لمعنى التشيع، وإبطالالرأي القائل بأنَّه بدعة حدثت في فترةمتأخرة عن حياة الرسول الاكرم صلّى اللهعليه وآله وسلّم، من خلال دراسة مختصرةلنشأة التشيع، ومناقشة الآراء المختلفةفي هذا المجال. ثم نستعرض روائياً مجمل الدور الرساليالذي تحمّل أعباءَه أهلُ البيت عليهمالسلام في مواجهة البدع والمحدثاتالدخيلة على الدين، وقد اقتصرنا خلال ذلكعلى بيان الخطوط العامة للمواجهة مَعَالبدع المتعلقة بالجوانب الاعتقادية فيحياة المسلمين، لعدم إمكانية استقصاءمراحل المواجهة وحجمها ضمن هذهِ الدراسة،وتعذُّر استيفاء ذلك. ولا يفوتني في الختام أن أتقدم بوافرالشكر وجميل الثناء إلى أخي المفضال الشيخمصطفى قصير العاملي الذي تجشم عناءالمطالعة النهائية لفصول هذهِ الدراسة،وساهم من خلال ملاحظاته السديدة ووجهاتنظره البنّاءة في تنضيج مضمونها، وترشيدمحتواها، فجازاه اللّه عن الاسلام وعنّاخير الجزاء. وأعترف مسبقاً انَّ الكتابة في مثل هذاالموضوع الحساس لا تخلو من عثرة في القولأو زلة في القلم، على الرغم من أنّي قدبذلت غاية الوسع في تغطية جوانب هذاالموضوع، واستقصاء شوارده بالدراسةوالتحليل، فلا ادّعي لنفسي العصمةوالكمال، إذ لا عصمة إلا لمن عصم اللّه،ولا كمال إلا لِلّه وحده. (سُبحانَكَ لا عِلمَ لَنا إلا ماعَلَّمتَنا إنَّكَ أنتَ العَليمُالحَكيمُ) قم المقدسة جعفر محمد علي الباقري