- نعم ذكركَ بهذا الذي قلتُ لكَ، فقال: - جزاك اللّه خيراً. وأخذَ يدعو لي. وروي عن إسحق بن عمّار انَّ أبا عبد اللّهعليه السلام قال لبشّار الشعيري: - «اخرج عني لعنَكَ اللّه، لا واللّه لايظلّني وإيّاك سقف أبداً، فلما خرجَ قالأبو عبد اللّه عليه السلام: - ويله ألا قالَ بما قالت اليهود؟ ألا قالَبما قالت النصارى؟ ألا قالَ بما قالتالمجوس؟ أو بما قالت الصابئة؟ واللّهَ ماصغَّر اللّه تصغير هذا الفاجر أحد، إنهشيطان ابن شيطان، خرج من البحر ليغويأصحابي فاحذروه، وليبلغ الشاهد الغائب،انّي عبد اللّه ابن عبد اللّه، ضمَّتنيالاصلاب والارحام،انّي لميّت ومبعوث، ثممسؤول، واللّهِ لاُسألنَّ عمّا قال فيَّهذا الكذّاب، وادّعاه، ما له غمّه اللّه،فلقد أمن على فراشه، وأفزعني وأقلقني عنرقادي»(1). 10 - وروي عن هشام بن الحكم انَّه سمع أباعبد اللّه الصادق عليه السلام يقول: «لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافقالقرآن والسنّة، وتجدونَ معه شاهداً منأحاديثا المتقدمة، فانَّ المغيرة بن سعيددسَّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدِّثبها، فاتقوا اللّه، لا تقبلوا علينا ماخالفَ قول ربنا وسنة نبيِّنا»(2). وفي رواية اُخرى عن يونس عن هشام انَّهسمع أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: - «كان المغيرة بن سعيد(3) يتعمَّد الكذبعلى أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكانَ (1) أسد حيدر، الامام الصادق والمذاهبالاربعة، المجلد الثاني، ص: 378 - 379. (2) أسد حيدر، الامام الصادق والمذاهبالاربعة، المجلد الثاني، ص: 382. (3) المغيرة بن سعيد: وهو مولى بجيلة، خرجفي أيام أبي جعفر الباقر عليه السلام،وقُتل في أيام الامام الصادق عليه السلامسنة 119 ه وقد استطاع أن يموّه على كثير منالمتطرفين، وأن يخدع جملة من الناس، وكانماهراً في دسّ الاحاديث ووضعها على أهلالبيت عليهم السلام... ويقول الشهرستاني: انَّ المغيرة ادّعىلنفسه الامامة بعد محمد المعروف بالباقربن علي بن الحسين، وبعد ذلك ادّعى النبوةلنفسه، وغلا في حقّ علي... ويقول الاشعري: انَّه زعم انَّه يحييالموتى بالاسم الأعظم، وأراهم أشياء مناليزنجات والمخاريق. وقال جرير بن عبد الحميد: كان المغيرة بنسعيد كذاباً ساحراً. وقال الجوجزاني: قتل المغيرة على ادّعاءالنبوة، كأن أسعر النيران بالكوفة علىالتموية والشعبذة حتى أجابه خلق كثير. (أسد حيدر، الامام الصادق والمذاهبالاربعة، المجلد الثاني، ص: 381).