أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذونالكتب، فيدفعونها إلى المغيرة، وكان يدسفيها الكفر والزندقة، ويسندها إلى أبي، ثميدفعها إلى أصحابه، ثم يأمرهم أن يبثوهافي الشيعة، فكل ما كان في كتب أبي من الغلوفذاك مما دسَّه المغيرة بن سعيد في كتبهم». وعن عبد الرحمن بن كثير قال: قال أبو عبداللّه يوماً لأصحابه: «لعنَ اللّه المغيرة بن سعيد، ولعن اللّهيهوديةً كان يختلف اليها، يتعلّم منهاالسحر والشعبذة والمخاريق، انَّ المغيرةكذب على أبي فسلبه اللّه الايمان، وانَّقوماً كذبوا عليَّ، ما لهم؟ أذاقهم اللّهحرَّ الحديد، فواللّهِ ما نحن إلا عبيدخلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضرٍ ولا نفع،وإن رحمنا فبرحمته، وان عذَّبنافبذنوبنا، واللّهِ ما بنا على اللّه منحجّة، ولا معنا من اللّه براءة، وانّالميتون، ومقبورون، ومنشورون، ومبعوثون،وموقوفون، ومسؤولون، ما لهم لعنهم الله،فلقد آذوا اللّه، وآذوا رسولَ اللّه فيقبره وأمير المؤمنين، وفاطمة، والحسن،والحسين، وها أنا ذا بين أظهركم، أبيتُعلى فراشي خائفاً، يأمنون وأفزع، وينامونعلى فراشهم وأنا خائف، ساهر وَجلِ، أبرأإلى اللّه مما قال فيَّ الأجدع، وعبد بنيأسد أبو الخطّاب لعنه اللّه، واللّهِ لوابتلوا بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب أنلا يتقبلوه، فكيف وهم يروني خائفاً،وجلاً، أستعدي اللّه عليهم، وأبرأ الىاللّه منهم!! إنّي امرؤ ولدني رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم وما معي براءةمن اللّه، إن أطعته رحمني وإن عصيتهعذَّبني عذاباً شديداً»(1). (1) أسد حيدر، الامام الصادق والمذاهبالأربعة، المجلد الثاني، ص: 382 - 383.