الخاصة، وانما يتعدى ذلك إلى الحياةالاجتماعية العامة، فيؤثر فيها سلباً.ويعرقل حركتها، ويشوّه معالمها، نتيجةالدس والتحميل والافتراء، ووضع العقباتأمام القانون الالهي من أن يأخذ مسارهالطبيعي في توجيه الفرد والمجتمع،والوصول بالبشرية إلى حيث السعادةوالكمال، فقد تم التاكيد أيضاً على إغلاقباب التوبة في وجه المبتدع، وأنَّ أعمالالبر لا تُقبل منه، وأنَّ المبتدع يحملوزره ووزر مِن عمل ببدعته، لأنَّه المسؤولالأول عن ذلك، قال تعالى: (لِيحمِلواأوزارهم كَامِلةً يَومَ القِيامَةِ وَمِنأوزارِ الذِينَ يُضلونَهُم بِغَيرِعِلمٍ)(1). وجاءَ في الحديث عن رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم أنه قال: «ومن ابتدعَ بدعةً ضلالة لا ترضي اللّهورسولهُ كان عليه مثل آثام مَن عمل بها لاينقص ذلك من أوزار الناس شيئاً»(2). كل ذلك من أجل أنَّ أيَّ تهاون في هذاالمجال، وأيَّ تسامح في مواجهة هذهالظاهرة، سوف يعرِّض الشريعة الاسلاميةإلى الخطر المحدق، ويهدد وجودها وكيانهاالعظيم بالتحريف والتزوير. قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمبهذا الشأن: «إنَّ اللّه احتجر التوبة على صاحب كلِّبدعة»(3). وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم: «أبى اللّه لصاحب البدعة بالتوبة»(4). وعن عبد اللّه بن عباس أنَّه قال: (1) النحل: 25. (2) أبو اسحاق الشاطبي، الاعتصام، ج: 1، ص:122. (3) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: 1، ح:1105، ص: 220. (4) أبو جعفر الصدوق، علل الشرائع، ص: 492.