«كان رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم إذا جاءَ شهر رجب، جمع المسلمينحوله، وقامَ فيهم خطيباً، فحمد اللّهوأثنى عليه، وذكر مَن كان قبله منالأنبياء فصلّى عليهم، ثم قال: أيهاالمسلمون قد أظلَّكم شهر عظيم مبارك، وهوشهر الأصب، يصب فيه الرحمة على مَن عبده،إلا عبداً مشركاً، أو مظر بدعة فيالاسلام»(1).
وعنه صلّى الله عليه وآله:
«لا يقبل اللّه لصاحب بدعةٍ صلاةً، ولاصوماً، ولا صدقة، ولا حجّاً، ولا عمرة،ولا جهاداً، ولا صرفاً، ولا عدلاً، حتىيخرج من الاسلام كما تخرج الشعرة منالعجيبن»(2).
وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم:
«أبى اللّه أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدعبدعتَه»(3).
وعن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلامقال:
«كان رجل في الزمن الأول طلب الدنيا منحلال فلم يقدر عليها، وطلبها من حرام فلميقدر عليها، فأتاه الشطان فقال له: يا هذاإنكَ قد طلبتَ الدنيا من حلال فلم تقدرعليها، وطلبتها من حرام فلم تقدر عليها،أفلا أدّلكَ على شيءٍ تكثر به دنياك،ويكثر به تبعك؟ قال: بلى، قال: تبتدع ديناًوتدعو إليه الناس.
ففعل، فاستجاب له الناس وأطاعوه، وأصابمن الدنيا، ثمَّ أنَّه فكّر فقال: ما صنعت؟ابتدعت ديناً ودعوت الناس، وما أرى ليتوبة، إلا أن آتي مَن دعوته إليه فأردّهعنه، فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه،فيقول لهم: انَّ الذي دعوتكم إليه باطلوانما ابتدعته، فجعلوا يقولون: كذبت وهوالحق، ولكنَّك شككت في دينك فرجعتَ عنه،
(1) محمد باقر المجلسي، بحار الانوار، ج: 94،باب: 55، ح: 33، ص: 47.
(2) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: 1، ح:1108، ص: 220.
(3) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: 1، ح:1103، ص: 219.