لِلمؤمناتِ يَعضُضن مِن أَبصارِهِن)(1)،فلم يجعل عليهن حرجاً في إبداء الزينةِللطفل وكذلك لا تجري عليه الأحكام. وأمّا قوله: الزاد فمعناه الجدة(2)والبلغةُ الَّتي يستعين بها العبد على ماأمره اللّه به. وذلك قوله: (ما عَلىالمحسنينَ مِن سبيلٍ)(3)، ألا ترى أنَّهقَبِلَ عذر من لم يجد ما ينفقُ وألزمالحجَّة كل من أمكنته البلغة والراحلةللحج والجهاد وأشباه ذلك، وكذلك قبل عذرالفقراء وأوجب لهم حقاً في مال الأغنياءبقوله: (لِلفُقراءِ الَّذينَ أُحصِرُوافِي سَبيلِ اللّهِ)(4)، فأمر بإعفائهم، ولميكلفهم الإعداد لما لا يستطيعون ولايملكون. وَأمّا قوله في السَّبب المهيج، فهوالنيةُ التي هي داعيةُ الإنسان إلى جميعالافعال وحاستها القلب(5)، فمن فعل فعلاًوكان بدينٍ لم يعقد قلبه على ذلك لم يقبلاللّه منه عملاً إلا بصدقِ النيَّة، ولذلكأخبر عن المنافقين بقوله: (يَقولُونَبِأَفواهِهِم ما لَيسَ فِي قُلُوبِهِمواللّهُ أَعلَمُ بِما يَكتُمُونَ)(6)، ثمأنزل على نبيه صلّى الله عليه وآله وسلّمتوبيخاً للمؤمنين (يا أيُّها الَّذينَآمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لاتَفَعلُونَ)(7)، فإذا قالَ الرَّجل قولاً،واعتقد في قوله دعته النية الى تصديقالقول بإظهار الفعل، وإذا لم يعتقد القوللم تتبين حقيقته، وقد أجاز اللّه صدقالنية وإن كان الفعل غير موافق لها لعلَّةمانعٍ يمنع إظهار الفعل في قوله: (إلا مَناُكرهَ وَقَلبُهُ مُطمَئِنٌّبِالإِيمانُ)(8)، وقوله: (لا يُؤاخِذُكُمُاللّهُ بِاللَّغو فِي أَيمانِكُم)(9)،فَدَلّ القُرآن وأخبار الرسول صلّى اللهعليه وآله وسلّم أنَّ القلب مالكٌ لجميعالحواس، (1) النور: 31. (2) الجدة - بالكسر -: الغنى والقدرة.(3)التوبة: 91. (4) البقرة: 273. (5) في بعض النسخ (وحاسنه العقل). وحاسنه أيغالبه في الحسن. أو لاطفه وعامله بالحسنى. (6) آل عمران: 167. (7) الصف: 2. (8) النحل: 106. (9) البقرة: 225.