يصحح أفعالها، ولا يبطل ما يصحح القلبشيء. فهذا شرح جميع الخمسةِ الأمثالِ التيذكرها الصادق عليه السلام أنَّها تجمعالمنزلة بين المنزلتين وهما الجبروالتفويضُ، فإذا اجتمع في الإنسان كمالهذه الخمسة الأمثالِ وجب عليه العملكَمُلاً لما أمر اللّه عزّ وجلّ بِهورسوله، وإذا نقص العبد منها خلَّةً كانالعملُ عنها(1) مطروحاً بحسبِ ذلكَ. فأما شواهدُ القرآنِ على الاختباروالبلوى بالاستطاعة التي تجمع القول بينالقولين فكثيرةٌ. ومن ذلك قولهُ:(وَلنبلُونَّكُم حتَّى نَعلَمَالمُجاهِدينَ مِنكُم وَالصَّابِرِينَوَنَبلُوَا أخبارِكُم)(2)، وقال:(سَنستَدرجُهُم مِن حيثُ لا يَعلمُونَ)(3)،وقال: (آلم* أَحَسبَ النَّاسُ أَن يُتركُواأن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُم لايُفتنُونَ)(4)، وقال في الفتن التي معناهاالاختبار: (وَلَقَد فَتنّا سُلَيمانَ)(5)،وقال في قصَّةِ مُوسى عليه السلام: (فَانّاقَد فَتنّا قَومكَ مِن بَعدكَوَأَضلَّهُمُ السّامِرِيُّ)(6)، وقولمُوسى: (إِن هِي إلا فِتنتُكَ)(7)»، أياختبارك. فهذه الآياتُ يُقاسُ بعضها ببعضٍ ويشهدُبعضها لِبعضٍ. وأما آيات البلوى بمعنى الاختبارِ قوله:(لِيبلُوكُم فيما آتاكُم)(8)، وقوله: (ثُمَّصَرَفكُم عَنهُم لِيَبتليكُم)(9)، وقوله:(إنَّا بَلَوناهُم كَما بَلَونا أَصحابَ (1) كذا. والظاهر (عنه). (2) محمد: 31، أي لنعاملكم معاملة المختبر،وذلك بأن نأمركم بالجهاد حتّى نعلم منامتثل الامر بالجهاد والصبر على دينهومشاق ما كلف به. وقوله: «ونبلو أخباركم»أي نظهرها ونكشفها امتحاناً لكم ليظهرللناس من أطاع ما أمره اللّه به ومن عصىومن لم يمتثل. (3) الاعراف: 182. القلم: 4. (4) العنكبوت: 1 و 2. (5) ص: 34. (6) طه: 85. (7) الاعراف: 155. (8) المائدة: 48، والانعام 165. (9) آل عمران: 152.