«أنا فرطكم على الحوض، ليُرفعنَّ إليَّرجال منكم، حتى إذا أهويت لاناولهم،اختلجوا دوني، فأقول: أي ربِّ أصحابي!فيقول: لاتدري ما أحدثوا بعدك»(1).
وروت ام سلمة عن رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم أنه قال:
«إنَّ من أصحابي لمن لا يراني بعد أن أموتأبداً»(2).
وروى سهل بن سعد عن رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم أنه قال:
«اني فرطكم على الحوض، مَن مرَّ عليَّشرب، ومَن شرب لم يظمأ أبداً، ليردنَّعليَّ أقوام، أعرفهم ويعرفوني، ثم يحالبيني وبينهم... فأقول انَّهم مني، فيقال،إنكَّ لا تدري ما أحدثوا بعدَكَ، فاقول:سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي»(3).
وعن عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال:
«وإني فرطكم على الحوض، وإني ساُنازعرجالاً، فاغلب عليهم، فأقول: يا ربِّأصحابي، فيقول: إنكَ لا تدري ما أحدثوابعدك»(4).
وقد مرَّت الامة الاسلامية نتيجة لتلكالفتن الحالكة بمنعطفات حادة كادت أنتوجّه إليه الضربة القاتلة، لولا ما كانيتمتع به أهل البيت عليهم السلام وعلىرأسهم أمير المؤمنين عليه السلام بالصبروالحكمة واليقظة الدائمة، والحرص علىبقاء اُسس التشريع الاسلامي ثابتة،ومعامله الرئيسية محفوظة، على الرغم من انالامة الاسلامية قد ابتعدت في مسيرتها عنالكثير من الخصوصيات والتفاصيل التيتتعلق بحقوقهم عليهم السلام.
وسوف نتعرض إلى مجمل الدور الرسالي الذيتحمَّل أعباءه أهل البيت عليهم السلام فيإطار مواجهة ظاهرة (الابتداع) ومكافحتهابمختلف الوسائل والاساليب في لاحق
(1) البخاري، صحيح البخاري، ج: 7، كتابالرقاق، ص: 206.
(2) أحمد بن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج: 6،ح: 26119، ص: 312.
(3) البخاري، صحيح البخاري، ج: 7، كتابالرقاق، ص: 208.
(4) أحمد بن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج: 1،ح: 3856، ص: 408.