(اقرأ بِاسمِ رِّبكَ الذِي خَلَقَ)(1).
فالاسلام دعا إلى العلم الذي يعني في أحدبعديه مواكبة الحياة في نموها وتطورها،والتطلّع المستمر لكشف أسرارها وكنوزها،واثراء الفكر البشري بمختلف المعارفالعلمية والانسانية المتنوعة، التي لاتقف عند حدِّ ولا تنتهي إلى أمد.
ويعني العلم في منظار الشريعة من خلالبعده الثاني، الانفتاح على المعرفةالاسلامية، وعدم الجمود في تلقي أحكامهاومفاهيمها، وضرورة تحريك الطاقة الفكريةالخلاقة التي أودعها اللّه تعالى في النفسالانسانية، في مجالات التأملات المشروعة،ومحاولة انتزاع الرؤى والمفاهيموالصياغات المتنوعة في كافة مجالاتالحياة والكون، بالاعتماد على التراثالفكري، والثروة الغنية التي يمتلكهاالاسلام العظيم، والادراك الواعيللاحكام، والفهم المعمَّق للتشريع، مندون أن يتجاوز العقل حدوده المشروعة، ويضعنفسه في مقابل الاحكام الالهية، أويتقهقهر إلى حيث التحجم والانزواء، فيُشلعن الفاعلية والتأثير.
من هنا نرى تأكيد الشريعة واصرارها علىمحاربة الجهل، واعتباره العدو الأول الذييجب مكافحته واستئصاله من جسد الامةالاسلامية، كما نرى الحث الاكيد على ضرورةالتعلم والتفقه في الدين، من خلال مجموعةكبيرة من النصوص الاسلامية الواردة في هذاالمجال، فمن ذلك قوله تعالى:
(يَرفَعِ اللّهُ الذِينَ آمنُوا مُنكموَالذِينَ اُوتُوا العِلمَ دَرجَاتٍ)(2).
وقوله تعالى: (قُل هَل يَستَوي الذِينَيَعلَمون وَالذِينَ لا يَعلمُون انّمَايَتذَكرُ أُولوا الألبَابِ)(3).
(1) العلق: 1.
(2) المجادلة: 11.
(3) الزمر: 9.