«كلا المجلسين إلى خير، أما هؤلاء فيدعوناللّه، وأما هؤلاء فيتعلمون ويفقهونالجاهل، هؤلاء أفضل بالتعليم، ارسلت لماارسلت، ثم قعد معهم»(1). وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «تعلم العلم، فانَّ تعلمه حسنة، ومدارستهتسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لايعلمه صدقة، وهو عند اللّه لاهله قربة،لانه معالم الحلال والحرام، وسالك بطالبهسبيل الجنة، فهو أنيس في الوحشة، وصاحب فيالوحدة، وسلاح على الاعداء، وزينالاخلاء، يرفع اللّه به أقواماً يجعلهم فيالخير أئمة يُقتدى بهم، تُرمق أعمالهم،وتقبس آثارهم، وترغب الملائكة في خلتهم،يمسحونهم بأجنحتهم في صلواتهم، لأنَّالعلم حياة القلوب، ونور الابصار منالعمى، وقوة الابدان من الضعف، ينزل اللّهحامله منازل الأبدال، ويمنحه مجالسةالاخيار في الدنيا والآخرة، بالعلم يُطاعاللّه ويُعبد، وبالعلم يُعرف اللّهويوحَّد، وبالعلم توصل الارحام، وبهيُعرف الحلال والحرام، والعلم إمامالعقل، والعقل تابعه، يلهمه اللّهالسعداء، ويحرمه الاشقياء»(2). وعن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام أنهقال: «عليكم بالتفقه في دين اللّه، ولا تكونواأعراباً، فانَّه مَن لم يتفقه في ديناللّه، لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة،ولم يزكِّ له عملاً»(3). وعنه عليه السلام أيضاً أنه قال: «لوددتُ أنَّ أصحابي ضُربت رؤوسهمبالسياط حتى يتفقهوا»(4). لقد شخَّصت الشريعة الاسلامية أنَّ أخطرالمخاطر التي تهدد كيانها إنَّما تكمن في (1) زين الدين العاملي، منية المريد، ص: 26. (2) محمد بن الفتال النيسابوري، روضةالواعظين، ج: 1، ص: 9. (3) محمد بن يعقوب الكليني، الاصول منالكافي، ج: 1، باب: فرض العلم، ح: 7، ص: 31. (4) محمد بن يعقوب الكليني، الاصول منالكافي، ج: 1، باب: فرض العلم، ح: 8، ص: 31.