وجدتي فيهم.
فاُتي بن مسعود فقيل له: أدرك الناس، فقال:ما لهم، قيل: نودي فيهم بعد نومة أنه مَنصلّى في المسجد الأعظم دخل الجنّة.
فخرج ابن مسعود يشير بثوبه: ويلكم اخرجوالا تُعذَّبوا، انما هي نفخة من الشيطان،أنه لم يُنزل كتاباً بعد نبيكم، ولا ينزلبعد نبيكم.
فخرجوا، وجلسنا إلى عبد اللّه فقال: انَّالشيطان إذا أراد أن يوقع الكذب، انطلقفتمثل رجلاً، فيلقى آخر فيقول له: أمابلغكَ الخبر؟ فيقول الرجل: وما ذاك، فيقول:كان من الأمر كذا وكذا، فانطلق فحدِّثأصحابك، قال: فينطلق الآخر فيقول: لقدلقينا رجلاً إني لا أتوهمه أعرف وجهه، زعمأنه كان من الامر كذا وكذا، وما هو إلاالشيطان»(1).
فعلى تقدير صحة هذه الرواية نجد انَّالاعداد الكبيرة من الناس قد انجرفت مَعَدعاية لا أساس لها بدافع من الجهل أيضاً،وعدم التمعّن في اصول الشريعة وأحكامها،والسير على نهجها بوعي.
ومن غير شك ان هذا الانجراف العفوي،والمبادرة إلى ذلك العمل المزعوم، تعدّ منمصاديق الابتداع ومن الموارد التي دخلتإلى الدين عن طريق التسامح والجهلواللامبالاة.
9 - ما روي في (الاعتصام) عن الزبير بن بكارأنَّه قال:
«سمعت مالكَ بنَ أنس وقد أتاه رجل فقال: ياأبا عبد اللّه من أين اُحرم؟ قال: من ذيالحليفة، من حيث أحرم رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم، فقال: إني اُريد أناُحرم من المسجد من عند القبر، قال: لاتفعل فاني أخشى عليكَ الفتنة. قال وأي فتنةهذه؟ انما هي أميال(1) ابن وضاح القرطبي، البدع والنهي عنها،تصحيح وتعليق: محمد أحمد دهمان، ص: 9 - 8.