5 - روي عن أنس أنَّه قال:
«جاءَ ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبيصلّى الله عليه وآله وسلّم يسألون عنعبادة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم،فلما اُخبروا، كأنّهم تقالّوها، فقالوا:وأين نحن من النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم،. وقد غفر اللّه له ما تقدم من ذنبهوما تأخر؟ فقال أحدهم: أما أنا فاُصليالليل أبداً، وقال الآخر، اني اُصوم الدهرولا افطر، وقال الآخر: إني أعتزل النساءفلا أتزوج أبداً، فجاء رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم فقال: أنتم الذينقلتم كذا وكذا؟ أما واللّه اني لأخشاكمللّه، وأتقاكم له، لكنّي أصوم، وأفطر،واصلي وارقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عنسنتي فليس مني»(1). 6 - خرَّج اسماعيل القاضي من حديث أبيقلابة أنه قال:
«أراد ناس من أصحاب رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم أن يرفضوا الدنيا، وتركواالنساء، وترهبوا، فقام رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم، فغلَّظ فيهمالمقالة، وقال: إنما هلك مَن كان قبلكمبالتشديد، شدَّدوا على أنفسهم، فشدَّداللّه عليهم، فاولئكَ بقاياهم في الدياروالصوامع، اُعبدوا اللّه، ولا تشركوا بهشيئاً، وحجّوا، واعتمروا، واستقيموا،يُستقم بكم، قال: ونزلت فيهم: (يا أيُّهاالّذيَن آمنُوا لا تُحرِّمُوا طيِّباتِما أحَلَّ اللّهُ لَكُم ولا تَعتَدوا إنّاللّهَ لا يُحبُّ المُعتَدينَ(2))(3). 7 - ذكر اسماعيل عن يحيى بن يعمر:
«انَّ عثمان بن مظعون همَّ بالسياحة، وهويصوم النهار، ويقوم الليل، وكانت امرأتهامرأةً عطرة، فتركت الكحل والخضاب، فقالتلها امرأة من ازواج النبي صلّى الله عليهوآله وسلّم: أشهيد أنتِ أم مغيَّب؟ قالت:بل شهيد، غير انَّ عثمان لا يريد النساء،فذكرت ذلك للنبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم، فلقيه رسول اللّه، فقال له: أتؤمنبما نؤمن به؟ قال: نعم، قال: فاصنع مثل(1) البخاري، صحيح البخاري، ج: 6، كتابالنكاح، ح: 1، ص: 116.
(2) المائدة: 87.
(3) أبو اسحاق الشاطبي، الاعتصام، ج: 1، ص:323.