بحوث فی الملل والنحل جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
والتوسل في المسلمين الذين يعتقدون في حقّه أنّه عبده ورسوله، وينطقون بذلك في صلاتهم نحو عشرين مرة في كل يوم على أقل تقدير، إدامة لذكرى ذلك، ولم يزل أهل العلم ينهون العوام عن البدع في كل شؤونهم، ويرشدونهم إلى السنة في الزيارة وغيرها إذا صدرت منهم بدعة في شيء، ولم يعدّوهم في يوم من الأيام مشركين بسبب الزيارة أو التوسل، وأول من رماهم بالإشراك بتلك الوسيلة هو ابن تيمية، وجرى خلفه من أراد استباحة أموال المسلمين ودماءهم لحاجة في النفس»(1) .ثم إنّ آخر ما في كنانة ابن تيمية وأتباعه في عدّ الزيارة بدعة وتقسيمها إلى قسمين، ما رواه أحمد في مسنده، وهو أنّ النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ قال: أللّهمّ لا تجعل قبري وثناً يعبد(2).وسيوافيك الكلام في معنى الحديث عند البحث عن الاحتفال بميلاد النبي، ولا صلة لهذا الحديث بالزيارة، والزائر المسلم لا يعبد النبي ولا يعبد قبره، كما هو واضح، بل يعبد اللّه سبحانه، وإنما يزور قبر نبيه كما يزور قبور آبائه وأجدادهم من غير فرق، غير أنّه يترتب على زيارة قبر نبي التوحيد ما لا يترتب على غيره .* * *(أُولَئِكَ الَّذينَ هَدَى اللّه فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه)(3) .