بحوث فی الملل والنحل جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
التميميين (1) .ولو قام باحث بوصف الأبنية الشاهقة الّتي كانت مشيدة على قبور الأنبياء والصالحين قبل ظهور الإسلام، وما بناه المسلمون في عصر الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يومنا هذا في مختلف البلدان، لجاء بكتاب فخم ضخم، يعرب عن أنّ السّنة السنية الرائجة في تلك الأعصار قبل الإسلام وبعده، من عصر الرسول والصحابة والتابعين لهم إلى يومنا هذا، هي مشروعية البناء على القبور، والعناية بحفظ آثار رجال الدين، ولم ينبس أىّ ابن أُنثى حول ذلك ببنت شفة، وما اعترض عليها، بل تلقوها إظهاراً للمحبة والود لأصحاب الرسالات والنبوات وأصحاب العلم والفضل، ومن خالف تلك السنة وعدّها شركاً أو أمراً محرّماً فقد اتّبع غير سبيل المؤمنين قال سبحانه:(وَمَنْ يَشَاقَقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبيلَ الْمؤْمِنينَ نُوَلِّه مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً)(2) .وقد وارى المسلمون جسد النبي الأكرم في بيته المسقف، ولم يزل المسلمون مذ أن وورِيَ جثمانه، على العناية بحجرته الشريفة بشتى الأساليب، وقد بنى عمر بن الخطاب حول حجرته جداراً وقد جاء تفصيل كل ذلك مع ذكر وصف الأبنية الّتي توالت عليها عبر القرون في الكتب المتعلقة بتاريخ المدينة، لا سيما وفاء الوفاء للعلامة السَّمهودي المتوفى عام (911 هـ)(3) والبناء الأخير الّذي شيّد عام (1270 هـ) قائم لم يمسه سوء، وسوف يبقى بفضل اللّه تبارك وتعالى محفوظاً عن الاجتراء .وأمّا المشاهد والقباب المبنية في المدينة في العصور الأُولى فحدّث عنها ولا حرج، ولا سيما في بقيع الغرقد، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتب التاريخ وأخبار المدينة .هذا هو المسعودي المتوفى عام (345 هـ) يقول: «وعلى قبورهم في هذا