وفي المصباح: وسلت إلى اللّه بالعمل: رغبت وتقربت، ومنه اشتقاق الوسيلة، وهي ما يتقرب به إلى اللّه، والجمع الوسائل، وعلى أي تقدير: فالتوسل بالصالحين بما لهم من مكانة ومنزلة عند اللّه، إمّا أنّه بذاته تقرب إلى اللّه تعالى، لأنّ إظهار المودة لمن يحبه اللّه محبوب وعمل صالح، أو وسيلة يتقرب به الإنسان إلى اللّه سبحانه، فهذه النقول تعرب عن مصداق للوسيلة في عرض سائر المصاديق من الأعمال الصالحة والعبادات، خصوصاً الجهاد ضد العدو الداخلي والخارجي الّذي جاء في ذيل الآية، فتخصيص الوسيلة بالعبادات والاستغفار تخصيص بلا جهة. إلى هنا تم الكلام حول التوسل بالصالحين أنفسهم وذواتهم، وبقي الكلام في التوسل بمنزلتهم وكرامتهم وحقهم، وإليك البيان: (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُم وَمَا يُعْلِنُونَ)(1) .