بحوث فی الملل والنحل جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بحوث فی الملل والنحل - جلد 4

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الآية: «ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه» وكان وجه عبادتهم لهم هو قولهم: «هؤلاء شفعاؤنا»(1) .



إنّ الاستدلال بالآية على كون طلب الشفاعة شركاً من غرائب الاستدلال وعجائبه، فإنّ الآية لو لم تدل على أنّ طلب الشفاعة يغاير عبادتهم لها، لا تدل على أنّ طلب الشفاعة عبادة للمدعو، وذلك أنه ورد في الآية جملتان نسبتهما إلى المشركين:



1- ويعبدون من دون اللّه ما لا يضرّهم ولا ينفعهم .



2- ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه .



والعطف يدل على المغايرة، وأنّ هنا عبادة، وأنّ هناك أمراً آخر وهو طلب الشفاعة، وما هذا الخلط؟



ولنفترض أنّ طلب شفاعتهم كان عبادة لمعبوداتهم، وأنّ الجملة الثانية من قبيل عطف العام على الخاص ولكن أين طلب شفاعة المسلم الموحّد من سيد الموحدين، من طلب شفاعة عبدة الأصنام والأوثان، فالمشركون كانوا يعتبرون الأوثان مالكة للشفاعة والمغفرة، فكان اللّه في معزل عنهما تماماً، ولا شك أنّ طلب الشفاعة من أىّ موجود مقروناً بهذا الاعتقاد يعد شركاً، لأنّ هذا الطلب مقرون بألوهية المدعو وربوبيته، في حين أنّ الإنسان المسلم يطلب الشفاعة والدعاء من الشفيع باعتباره عبداً مقرباً إلى اللّه، وإنساناً وجيهاً عنده، أذن اللّه تعالى له في شفاعة المجرمين، وادّخرها النبي لأهل الكبائر من أُمته، كما ورد عن النبي الأكرم، ورواه الفريقان .



والمصدر لهذه التهمة هو أنّ القوم لم يضعوا حداً منطقياً جامعاً ومانعاً للعبادة حتّى يميزوا به الدعاء العبادي عن غيره، فجعلوا يخبطون خبط عشواء لا يميزون بين الصحيح والسقيم .



نعم، إنّ الشفاعة حق خاص باللّه دل عليه الذكر الحكيم وقال: (أَمِ

1 . مجموعة الرسائل والمسائل: ج 1 ص 15 .

/ 409