بحوث فی الملل والنحل جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
النجف الأشرف، فخرج أهالي كربلاء من بلدتهم، فانتهز الوهابيون فرصة غيابهم عن البلدة واقتحموها، وهم حوالي اثني عشر ألف جندي، ولم يكن في البلدة إلاّ عدد قليل من الرجال المستضعفين، قتلهم الوهابيون ولم يبقوا أحداً منهم حيّاً، ويقدر عدد الضحايا خلال يوم واحد بثلاثة آلاف، وأمّا السلب فكان فوق الوصف، ويقال إنّ مائتي بعير حملت فوق طاقاتها بالمنهوبات الثمينة، فقد استولى الوهابيون على كل الكنوز والأموال، وجردوا القبة من صفائح النحاس المطلية بالذهب(1) .وقال «فيلبي» في تاريخ نجد: اقتحم سعود بجيش أبيه كربلاء، وبعد حصار قصير أعمل السيف في رقاب أهلها، ودمر ضريح الحسين ـ عليه السَّلام ـ ، ونهب المجوهرات الّتي كانت تغطي الضريح، وجمع كل شيء ذا قيمة في المدينة...والحق أن يقال إنّ عمله هذا هزّ العالم كله، فضلا عن الشيعة، فقد كان منعطفاً تاريخياً للثورة على الوهابيين، كما أدّى فيما بعد إلى عواقب وخيمة على سلطة هذه الإمارة الضالة(2) .ويقول العلاّمة السيد جواد العاملي مؤلف مفتاح الكرامة:«... فأغار سعود بن عبدالعزيز في سنة 1216 هـ على مشهد الحسين ـ عليه السَّلام ـ وقتل الرجال والأطفال، وأخذ الأموال، وعاث بالحضرة المقدسة، وخرب بنيانها وهدم أركانها، ثم إنّه بعد ذلك استولى على مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفعل بالبقيع ما فعل، ولم يستثن من ذلك إلاّ قبر النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ »(3) .