بحوث فی الملل والنحل جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
كان الإخوان كارهين للعلم والتقدم، فاعتبروا أي نوع من أنواع التكنولوجيا الحديثة شرّاً وكفراً، كالهاتف والتلغراف والسيارات والساعات والكهرباء، وقالوا إنّها سحر من عمل الشيطان، فقاوموا استخدامها ونشرها وأخّروا تقدّم البلاد(1) .وفي مطلع عام 1345 هـ اجتمع رؤساء الإخوان، ومن أبرزهم فيصل الدويش وابن حثلين وابن بجاد في الغطغط، وأعدّوا قائمة ذكروا فيها ما يؤاخذون به عبدالعزيز ومن جملته:1- سفرة ابنه سعود إلى مصر .2- سفرة ابنه فيصل إلى لندن للتفاوض مع الإنجليز، وهو يعني التعاون مع بلد الشرك .3- استخدام التلغراف والهاتف والسيارة في أرض إسلامية .4- فرض رسوم جمركية على مسلمي نجد، وكان هذا في الواقع احتجاجاً على تشديد استغلال السكان عن طريق الضرائب .5- منع قبائل الأردن والعراق حق الرعي في أراضي المسلمين .6- حظر المتاجرة مع الكويت لأنّهم كفّار لم يأخذوا بمبادىء الوهابية .7- التسامح مع الخوارج (الشيعة) في الأحساء والقطيف، فيجب عليه أن يهديهم إلى الإسلام أو يقتلهم(2) .هذه بعض القرارات الّتي اتّخذها مؤتمر الإخوان، وكان عبدالعزيز آنذاك في الحجاز، فأسرع بالسفر إلى نجد عن طريق المدينة محاولا علاج غضب الإخوان بالحيل والدجل، ولما وصل إلى الرياض عقد فيها مؤتمراً بتاريخ 25 رجب سنة 1345 هـ وحضر الدعوة جميع زعماء الإخوان، إلاّ سلطان بن بجاد، وهو القائد الّذي استولى على الحجاز، وبرر عدم حضوره بقوله: «إنه