بحوث فی الملل والنحل جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بحوث فی الملل والنحل - جلد 4

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


2- نزل النبي الأكرم دار هجرته والتفّت حوله القبيلتان: الأوس والخزرج، فمرّ شأْس بن قيس ـ الّذي كان شيخاً عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين، شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول اللّه من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من أُلفتهم وجماعتهم، وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الّذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية. فقال: قد اجتمع ملأُ بني غيلة بهذه البلاد، لا واللّه ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم من قرار، فأمر فتىً شاباً من اليهود كان معهم فقال: اعمد اليهم فاجلس معهم، ثم اذكر يوم بعاث، يوم اقتتلت فيه الأوس و الخزرج، وكان الظفر فيه يومئذ للأُوس على الخزرج، وكان على الأوس يومئذ حضير بن سماك الأشهري، وعلى الخزرج عمرو بن النعمان البياضي، فقتلا جميعاً .



دخل الشاب اليهودي مجمتع القوم فأخذ يذكر مقاتلتهم ومضاربتهم في عصر الجاهلية، فأحيى فيهم حميتها حتّى استعدوا للنزاع والجدال بحجة أنّهم قتل بعضهم بعضاً في العصر الجاهلي يوم بعاث، وأخذ الشاب يُؤجّج نار الفتنة ويصب الزيت على النار حتّى تواثب رجلان من الحيّين فتقاولا .



فبلغ ذلك رسول اللّه فخرج، إليهم فيمن معه من أصحابه المهاجرين، حتّى جاءهم فقال: يا معشر المسلمين! اللّه، اللّه، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، بعد أن هداكم اللّه بالإسلام وأكرمكم به وقطع به عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم من الكفر وألّف به بين قلوبكم؟



كانت كلمة النبي كالماء المصبوب على النار بشدة وقوة، حيث عرف القوم أنّها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم، فبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضاً، ثم انصرفوا مع رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلم ـ مذعنين، متسالمين، مطيعين قد دفع اللّه عنهم كيد عدو اللّه شأْس بن قيس، فأنزل اللّه تعالى في شأْس وما صنع (1)..




1 . السيرة النبوية ج 2 ص 250 .



/ 409