يا ليت جور بني مروان دام لنا * وليت عدل بني العباس في النار
كان العباسيون يتوارثون الخلافة من الآباء إلى الأولاد، و كان للإسلام صولة وللمسلمين هيبة، ولم تكن تجترىء القوى الكافرة في العالم عبر قرون على غزو المسلمين، وإن كانت الفتن والحروب الداخلية دائرة بينهم. غير أنّ تلك الحروب وضعف القيادة الإسلامية أتاحت فرصة صالحة للقوى الكافر ة المتربّصة بالمسلمين لشنّ الغارة على الوطن الإسلامي وضرب الإسلام والمسلمين ضربة قاضية في أوائل القرن السادس، حيث أنشبت مخالبها في جسد الإسلام والمسلمين، وانقضّت عليهما بالحملات الصليبية في أوائل ذلك القرن، وكان منطلق شنّ تلك الحملات والغارات من جانب الغرب، عن طريق البحر تارة على سواحل الشامات، وأُخرى عن طريق البر عبر القسطنطنية.
كانت تلك الحروب لا تزال طاحنة ومشتعلة ينتصر فيها المسلمون على