ثم إنّ ابن الأثير يشير إلى ضعف القيادة الإسلامية في تلك العصور، ويزيح النقاب عنها بقوله: «يسرّ اللّه للمسلمين و الإسلام من يحفظهم ويحوطهم، فلقد دفعوا من العدو إلى عظيم، ومن الملوك المسلمين إلى من لا تتعدى همته بطنه وفرجه...»(2) .
ولأجل إيقاف القارىء على مدى الخسائر الفادحة الواردة على الإسلام والمسلمين، الناجمة عن هذه الحروب الصليبية والتترية، نذكر لمحة خاطفة من هاتين الحربين كنموذج تمثيلي، ليعلم بذلك داء المسلمين فيه، ثم نبحث عن الدواء الّذي كان ينبغي لعلماء الإسلام أن يقدّموه إلى المجتمع الإسلامي، والمصل الناجع، ونقدّم الكلام عن الحروب الصليبية أوّلا، ثم عن التترية ثانياً، ثم تنامي رقعة الهجمات الصليبية في الوطن الإسلامي بهجومهم على الأندلس ثالثاً، وقد استغرقت هذه الهجمات الصليبية والتترية قرنين، من