تفسير ابن عربي (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسير ابن عربي (جزء 2) - نسخه متنی

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فالدخان هو حجاب الأنية الذي يغشى الناس عند ظهور نور الوحدة بطغيان النفس
لانتحال صفات الربوبية وغلبة سكرة يوم الجمع المورثة للإباحة إذ هو من بقية النفس
الأرضية اللطيفة بنور الوحدة المرتقبة إلى محل الشهود التي تأتي بها سماء الروح لتأثيره
فيها بالتنوير إذ لم تحترق بالكلية بنار العشق بل صفت وتلطفت وتصعدت. فأما المؤمن
بالإيمان الحقيقي الموحد التام الاستعداد، المحب الغالب المحبة، فيصيبه كهيئة
الزكمة، أي: السكرة التي قال فيها أبو زيد قدس الله روحه: سبحاني ما أعظم شأني.

والحسين بن منصور رحمه الله: أنا الحق. ثم يرتفع عنه سريعا لمزيد العناية الإلهية وقوة
الاستعداد الفطرية وشدة المحبة الحقيقية، فيتنبه لذلك ويتعذب به غاية التعذب ويشتاق
إلى الانطماس في عين الجمع غاية الشوق، فيقول: هذا عذاب أليم، ويطلب الفناء
الصرف، كما قال الحلاج قدس الله روحه:




  • بيني وبينك أني ينازعني
    فارفع بفضلك أني من البين



  • فارفع بفضلك أني من البين
    فارفع بفضلك أني من البين



ويدعو بلسان التضرع والافتقار: (ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون) [الدخان،
الآية: 12] بالإيمان العيني عند كشف الحجاب الآني، (أنى لهم الذكرى) من أين لهم
ذكر الذات والإيمان العيني في مقام حجاب الأنائية، (وقد جاءهم رسول مبين) أي:
رسول العقل المبين لوجوداتهم وصفاتهم، أي: إنما احتجبوا بحجاب الآنية لظهور
العقل وإثباته لوجوداتهم، فكيف ذكرهم للذات تعجب من تذكرهم مع كونهم عقلاء ثم
بين كونهم عشاقا مشتاقين بقوله: (ثم تولوا عنه) لقوة المحبة وفرط العشق (وقالوا معلم) أي: من عند الله بإفاضة العلم عليه (مجنون) مستور الإدراك، محجوب عن
نور الذات، كما قال جبريل عليه السلام: '' لو دنوت أنملة لاحترقت ''.

(إنا كاشفو العذاب) أي: عذاب الحجاب والحرمان لإعراضهم بقوة العشق عن الرسول قليلا
بطلوع نور الوجه الباقي وإشراق سبحاته وإحراقها ما انتهى إليه بصره من خلقه (إنكم عائدون) بالتلوين إلى الحجاب بعد تجلي نور الذات لبقية الآثار إلى وقت
التمكين
(يوم نبطش البطشة الكبرى) أي: وقت الفناء الكلي والانطماس الحقيقي بحيث لا عين
ولا أثر (إنا منتقمون) أي: ننتقم بالقهر الأحدي والإفناء الكلي من وجوداتهم وبقاياهم
فيطهرون عن الشرك الخفي بالوجود الأحدي.

وأما الكافر، أي: المحجوب عن نور
الذات، الممنو بحجب الصفات، المحروم عن الطمس عن عين الجمع بتوهم الكمال
فيبقى في مقام الأنائية ويتفرعن وراء حجاب الأنائية كما قال اللعين: (أنا ربكم الأعلى) [النازعات، الآية: 24) (ما علمت لكم من إله غيري) [القصص، الآية: 38]،
فيخلع عن عنقه ربقة الشريعة ويسير بسيرة الإباحة ويتجسر على المخالفات ويتزندق
بارتكاب المعاصي وتركه الطاعات، فيكون من شرار الناس الذين قال فيهم:

/ 400