هجوم علی بیت فاطمة (ع) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
لهما وجعلاها حاجة إليه، وكلّمها في ذلك وألحّ عليها فأذنت لهما في الدخول، ثمّ أعرضت عنهما عند دخولهما ولم تكلّمهما، فلمّا خرجا قالت لأمير المؤمنين (عليه السلام): " هل صنعتُ ما أردت؟ " قال: " نعم "، قالت: " فهل أنت صانع ما آمرك به؟ " قال: " نعم "، قالت: " فإنّي انشدك الله ألاّ يصلّيا على جنازتي ولا يقوما على قبري.. "
وروي أنه (عليه السلام) عمّى على قبرها ورشّ أربعين قبراً في البقيع، ولم يرشّ قبرها حتى لا يهتدى إليه.
وإنما عاتباه على ترك إعلامهما بشأنهما وإحضارهما الصلاة عليها. فمن هاهنا احتججنا بالدفن ليلا(1).
أقول: من تأمّل النصوص الورادة في ذلك والشواهد الموجودة في تلك الاخبار المنقولة عن الفريقين يعلم بوضوح أنّ الدفن ليلا لم يكن مجرّد اتّفاق ومصادفة، ونذكر هنا بعض هذه الشواهد:
أ ـ وصيّتها (عليها السلام) بذلك إذ في كثير من رواياتها صرحت بذلك(2) : قال ابن عبد البرّ: وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلا(3).
وقال الواقدي: لمّا حضرتها الوفاة أوصت عليّاً أن لايصلّي عليها أبو بكر وعمر(4).
بل وفي رواياتنا: إنّها استحلفت أمير المؤمنين (عليه السلام) بحقّ الله وحرمة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبحقّها أن لا يشهدا جنازتها(5).
وفي بعض الروايات عن عائشة وغيرها: فلمّا توفّيت دفنها زوجها علي بن