هجوم علی بیت فاطمة (ع) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أداري منه بعض الحد، وهو كان أحلم مني وأوقر، فقال أبو بكر: على رسلك.. فكرهت أن أغضبه، وكان أعلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلاّ قالها في بديهته وأفضل حتى سكت.فقال: أمّا بعد ; فما ذكرتم من خير فأنتم أهله، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلاّ لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين أيّهما شئتم..وأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح، فلم أكره مما قال غيرها، وكان والله أن أقدّم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحبّ إليّ من أن أتأمّر على قوم فيهم أبو بكر إلاّ أن تغير نفسي عند الموت(1)، فقال قائل من الأنصار: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش!.. وكثر اللغط، وارتفعت الأصوات حتّى خشيت الاختلاف، فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر.. فبسط يده فبايعتُه وبايعه المهاجرون، ثمّ بايعه الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم: قتلتم سعداً! فقلت: قتل الله سعداً.قال عمر: والله ما وجدنا فيما حضرنا أمراً هو أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إن فارقنا القوم ـ ولم تكن بيعة ـ أن يحدثوا بعدنا بيعة، فإمّا أن نتابعهم على ما لا نرضى وإمّا أن نخالفهم فيكون فيه فساد، فمن بايع أميراً عن غير مشورة المسلمين فلا بيعة له ولا بيعة للذي بايعه تغرة أن يقتلا!!(2).