هجوم علی بیت فاطمة (ع) نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ـ وهو يجود بنفسه ـ فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه، فقال لي: " ما يبكيك يا علي!؟ ليس هذا أوان البكاء.. فقد حان الفراق بيني وبينك، فأستودعك الله يا أخي! فقد اختارني ربّى ما عنده.. وانما بكائي وغمي وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي، فقد أجمع القوم على ظلمكم، وقد استودعكم الله وقَبِلَكُم مني وديعة. يا علي؟ إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك، فأنفذها فهي الصادقة الصدوقة.. "
ثم ضمها إليه، وقبل رأسها وقال: " فداك أبو ك يا فاطمة..! " فعلا صوتها بالبكاء، ثم ضمها إليه وقال: " أما والله لينتقمنّ الله ربّي، وليغضبن لغضبك، فالويل ثم الويل ثم الويل للظالمين.. " ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).قال علي (عليه السلام): " فوالله لقد حسبت بضعة مني قد ذهبت لبكائه، حتى هملت عيناه مثل المطر حتى بلت دموعه لحيته وملاءة كانت عليه، وهو يلتزم فاطمة لا يفارقها ورأسه على صدري وأنا مسنده، والحسن والحسين يقبلان قدميه ويبكيان بأعلى أصواتهما.. "
قال علي (عليه السلام): " فلو قلت أن جبرئيل في البيت لصدقت.. لأني كنت أسمع بكاء ونغمة لا أعرفها، وكنت أعلم أنها أصوات الملائكة لا أشك فيها، لأن جبرئيل لم يكن في مثل تلك الليلة يفارق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولقد رأيت بكاءً منها أحسب ان السموات والأرضين قد بكت لها ".ثم قال لها: يا بنية! الله خليفتي عليكم وهو خير خليفة، والذي بعثني بالحق لقد بكى لبكائك عرش الله وما حوله من الملائكة والسموات والأرضون وما فيهما "(1).