خمسون من الإبل فما كان جروحا دونالاصطلام فيحكم به ذوا عدل منكم ومن لميحكم
بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، وفيهذا إشارة إلى أن الحكم بذلك أو بغيره ليسإلا حجة
الله أو من يأمره الحجة.
فأما عين الأعور فإنها تقطع بالعين التييقلعها سواء كانت المقلوعة عوراء أو لمتكن،
وإن قلعت العوراء كان فيها كمال الدية إذاكانت خلقة أو ذهبت بآفة من الله تعالى أوتقلع
إحدى عيني القالع ويلزمه مع ذلك نصفالدية، وفيه خلاف.
فصل:
وقوله تعالى: والجروح قصاص، والتقدير: أوجبنا أن النفس تقتل إذا قتلت نفسا بغير حق وفرضنا عليهم أن الجروح قصاص.
وظاهر هذه الآية لا يقتضي أنا متعبدونبهذه الأحكام لأنها حكاية عن أمة أنه فرض
عليهم ذلك إلا أن العلماء مجمعون على أناأيضا بهذه الأحكام متعبدون لا بهذه الآيةبل الآية
التي في سور البقرة وهي مجارية لهذه، ولايجب من الاتفاق في كثير من المتعبدات أنتكون
الشريعتان واحدة بعينها.
ومعنى " النفس بالنفس " تقتل النفس بسببقتل النفس، قيل: وذلك مجمل وله بيان
طويل، وفيه تخصيص.
ومعنى " العين بالعين " تقلع العين لمن قلععينا بغير حق.
وكذا إن قطع أنفه أو أذنه أو قلع أو كسرسنا له أو جرحه بجراحة يفعل به مثله، وهذا
معنى قوله: والجروح قصاص، لأن القصاص أنيتبع به فعله فيفعل مثل فعله، ومعناها ذات
قصاص، أي يقاص الجارح قصاصا.
وتفاصيل هذه الأحكام بكتب الفقه أولى،لكنا نذكر ألفاظا يسيرة.
فصل:
وأما الجروح فإنه يقتص منها إذا كانالجارح مكافئا للمجروح على ما بيناه في