المؤلف ومشاكله - یوجین یونسکو نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

یوجین یونسکو - نسخه متنی

کلود ابستادو ؛ مترجم: قیـس خضور

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المؤلف ومشاكله

لا يتم نجاح الكاتب سريعاً بلا مخاطر. النجاح، الدافع إلى الاطراء دائماً، يقضي على القلق، ويسمح بقهر الشكوك؛ لكن المجد يرسم الشخصية ويجمدّها. الجمهور يريد الاستجابة إلى توقعاته، بينما يفتش النقّاد عن استمرارية النجاح ودوامه. أما بالنسبة للمؤلف، فقد تكون المحاولة عظيمة لكي يتقن رسم خطوط قناعه ولا يبدّل فيها شيئاً.

تدور حول يونسكو حرب كلامية عنيفة فاندريه بروتون وبنجامان بيريه يكتشفان لديه المسرح السريالي الذي حلما به: هذا ما أردنا تحقيقه منذ عشرين عاماً أمّا جاك لومارشان فيعبر عن إعجابه: يضم مسرح لاهوشيت بين حناياه ما يمكن أن يتجاوز مسارح باريس كلها(1) أمّا جان - جاك غوتييه فيدينه: لا أعتقد أن السيد يونسكو نابغة أو شاعر؟ لا أعتقد أن السيد يونسكو مؤلف ذو شأن، ولا أعتقد أن السيد يونسكو كاتب مسرحي، ولا أعتقد أنّ السيد يونسكو مفكّر أومعتوه، ولا أعتقد أن لدى السيد يونسكو ما يقوله، أعتقد أن السيد يونسكو مهرّج (لا أريد أن أعتقد عكس ذلك لأن الأمر يغدو محزناً جداً) لأنه مخادع وهو بالتالي هازىء(2).

بين الحماس ليونسكو والنقمة عليه، حاول النقد الصحفي أن يحدّد أصالة يونسكو، يشرح، يبين، يحصر، يعنون بتعابير موجزة قاطعة. شعر يونسكو أنه محاصر، وأنه وقع في الفخ، فثار وتمرّد. يقول معترضاً في مقدمة كتابه ملاحظات وملاحظات مضادة: لقد ناضلت لإنقاذ حريتي الفكرية وحريتي ككاتب. يمكن الاعتقاد أيضاً أنه شعر أحياناً بضرورة النظر إلى أعماله عن بعد، وضرورة الرؤية الواضحة في بحثه الذي لم ينل رضاه دائماً. لدى الكاتب الحقيقي يتناوب التفكير والابداع، وتتحد الرؤية النقدية الواضحة مع الحماس(3).

لقد سمحت المقالات والمحاضرات والمقابلات الحقيقية والوهمية (وهذا مجال آخر من نشاط نقدي بدأه في رومانيا منذ عشرين سنة) ليونسكو أن يردّ على الهجمات وأن ينكر بعض التفسيرات وأن يطعن في إخراج بعض مسرحياته المعبرة عنه.

لقد ساعده ذلك على تعميق معرفته، وفهم نفسه، ورد في كتابه تجربة المسرح: لا تشكل الآراء التي سبق وأعلنتها نظرية في الفن المسرحي، لم تسبق تلك الأفكار تجربتي الشخصية في المسرح بل جاءت بعدها وقد ولدت تلك الأفكار من إمعان النظر في أعمالي، سواء كانت تلك الأعمال جيدة أم رديئة.. لقد ولدت تلك الأفكار بعد فوات الأوان. ليس لديّ أفكار قبل كتابة المسرحية لكنها تأتي بمجرد البدء في الكتابة أو خلال توقفي عنها.

هذا نقد يهاجم ويبحث. يدافع يونسكو عن نفسه فيقول: أحياناً وفي لحظة غير متوقّعة أبداً، تبدأ إحدى الشخصيات في طرح نظرية(1) مع ذلك فإن الهجوم المعاكس (كما في الحرب الحقيقية) اقتضى أن يوضع النقّاد في مواقع متقابلة، يناقض بعضهم بعضاً، أو أن يتناقض الناقد مع نفسه وذلك بتجميع الأحكام والآراء من فترات زمنية مختلفة(2).

تشكّل هذه التناقضات حواراً إلى حدٍّ ما، فلم يرفض يونسكو هذا الحوار فعرض نقّاده على المسرح كما عرض نفسه معهم. بعد موليير وجيرودو، كتب يونسكو مسرحية صغيرةوعرض فيها حجج وآراء منتقديه، إنها الما عام 1955.

ذلك الانفعال الذي كتب به تلك المجادلات أقلق بونسكو أحياناً. هل كان يأخذ نفسه على محمل الجدّ؟ أم عليه أن يكتشف باستمرار أنه كان كذلك؟ لقد سخرت من نفسي باستمرار فيما أكتب. يجب الاعتراف أنني تخليت عن ذلك بالتدريج وأنني بدأت أكتب بجدية أكثر فأكثر عندما أتحدث عن أفعالي.. لقد انتهى بي المطاف إلى الوقوح في نوع من المصيدة(3).

لم يكن الأمر فخاً أبداً إنه نوع من الوعي لدى يونسكو كلام يريد أن يقوله: لقد تصدّى للجمهور دون شفقة ودون تنازل؛ لكي يرسّخ أشكالاً مسرحية جديدة.. لقد حوّل مسرحه إلى عملية بحث دائم، كل قلق يُدرس يكشف قلقاً آخر، وكل شكل يطرح الأشكال الأخرى للمناقشة من جديد. من مسرحية إلى أخرى، تابع يونسكو تجواله في الغابة اللامحدودة وقد سيطرت عليه تلك الصورة الناقصة. المسافة طويلة بين الهزء بالمسرح باعتباره ألعاباً نارية في مسرحية المغنية الصلعاء، والقضايا المعقدّة التي طرحها في مسرحية ضحايا الواجب، كما أن شبكة الموضوعات التي تؤلف نسيج المسرح لم تتوقف عن الاتساع والتفرّع. مشاكل الرجل، الزوجين، الجماعة، تحدّد التساؤل الكبير حول الوضع الإنساني: اميديه، قاتل بلا أجر، الكركدن، تسلك طريق هذا البحث الدائم. الحوار مع النقاد، والتأمل الذاتي، دفعاه إلى استكشافات جديدة.

/ 131