المراهقة - یوجین یونسکو نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

یوجین یونسکو - نسخه متنی

کلود ابستادو ؛ مترجم: قیـس خضور

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المراهقة

كنت مركز العالم، واحسرتاه، قوة هائلة دفعتني إلى الزمن، إلى الحلبة(4). عندما بلغ يونسكو الحادية عشرة عاد إلى باريس وكتب أولى قصائده وسيناريو مسرحية كوميدية نجد بعض ملامح أسلوبها في مسرحه فيما بعد: تنتهي المسرحية على النحو التالي: يتمّ تحطيم كل شيء في البيت. يجتمع سبعة أطفال أو ثمانية، يتناولون طعاماً خفيفاً، ثم يكسرون الفناجين والصحون، يحطّمون الأثاث، يقذفون آباءهم من النافذة.(1) كتب مسرحية وطنية أيضاً مرحلة الشباب تغفر كل شيء(2) لقد علّموني أن اللغة الفرنسية أجمل لغات العالم، وأن الجنود الفرنسيين أشجع الجنود، لم ينهزموا إلاّ بسبب الخيانة وعلى مدى اثنتين وثلاثين صفحة كتبتُ مأساة جندي من ضحايا الحرب، يلقي مونولوجاً يمجّد الوطن فيه. كان عنوان المسرحية من أجل الوطن. لم أجد ضرورة لترجمتها عندما وصلت إلى رومانيا إذ علّموني هناك أن اللغة الرومانية أجمل لغات العالم، وأن الجنود الرومانيين أشجع الجنود ولم يعرفوا الهزيمة إلا بسبب الخيانة(3)

عام 1925، وكان في الثالثة عشرة من عمره، اضطرّ يونسكو للعودة إلى رومانيا، وتعلّم لغة يجهلها،واضطرّ أن يغيّر عالمه، وإيقاع حياته. عندما تمّ الطلاق بين والديه وجد نفسه ممزّقاً بين أم ارتبط بها خلال طفولته كلها وبين أب يكاد لا يعرفه(4) حكمت المحكمة بإلحاقه به. عن هذه الفترة تنقل لنا يومياته ذكرى علاقاته المرهقة القاسية مع أ بيه. كان والدي يأتي إلى غرفتي عندما كنت في الحلقة الثانوية، ليرى إن كنت أكتب وظائفي، أو ليوبخّني عن أمر لا أدري كنهه. كنت أنهض وأراقبه وهو يعبث بكل شيء، يفتش أدراجي، وكتبي؛ يفتح دفاتري، يقرأ مذكراتي الخاصة جداً، ويردد أبياتي الشعرية بصوت عالٍ. كان يحمرّ غضباً، ثم يزداد غضبه تدريجياً فينهال عليّ بأقذع الشتائم(5).

تمرد المراهق تمرّداً تاماً. كل ما فعلته كنت أفعله نكاية به.. نشرتُ مقالة هجائية ضد وطنه (لم تكن كلمة وطنه مقبولة ولا محتملة لأنها تعني وطن للأب، أمّا وطني أنا فهو فرنسا بكل بساطة لأنني عشت فيها مع أمي.(1) لم تكن هذه العداوة بين الأب والابن قائمة على أسس عادلة، ومن غير المعقول أن لا تسبب ألماً وعذاب ضمير. لقد اعترف في مسرحية ضحايا الواجب خلال حوار مؤثر عن حب الأب وحب الابن لم نتفاهم أبداً يا والدي.. أتراك قادر على فهمي؟.

بعد نهاية الدراسة الثانوية فكّر يونسكو أن يصبح ممثلاً، أمّا والده فكان له رأي آخر: كان يريدني أن أصبح بورجوازياً أو قاضياً أو ضابطاً أو مهندساً كيميائياً(2). التحق أخيراً بقسم اللغة الفرنسية في جامعة بوخارست ليصبح مدرّساً. لم تكن حياته الجامعية سهلة أبداً: اختلف مع والده وراح يعطي دروساً ليؤمن عيشه. لم تكن الحيطة والتوفير من همومه الأساسية أذكر أننا بذلنا جهوداً للصلح، كنت في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة، وكنت قد تركت منزل والدي لأعيش في غرفة مفروشة، ولكي أستطيع دفع الإيجار اضطررت لإعطاء دروس في اللغة الفرسية. لم يكفني هذا الدخل ولم أجد ما آكله حتى منتصف الشهر، أما خلال النصف الثاني فكنت أذهب إلى بيت طلاب في كلية الطب حيث تعرّفت على زميل يتقاضى منحة [..] كان يقدّم لي خلال خمسة عشر يوماً الخبز والشاي. رأيت والدي خلال تلك الفترة مرتين أو ثلاث، لقد كان غنياً وكنا نتصافى أحياناً فيعطيني نقوداً كنت أنفقها في الحال فأدعو رفاقي وأقيم لهم وليمةعامرة. كانت السهرة تنتهي عند الفجر فنعود إلى بيوتنا في عربة خيل بعد أن نقوم بجولة في أنحاء بوخارست لأوصل كل شخص إلى بيته. كنت أنفق آخر فلس أملكه، وفي اليوم التالي أنزوي في غرفتي ولا أردّ على نداءات صاحبة الغرفة التي تطالبني بالإيجار..(3)

/ 131