شعر يونسكو شعوراً متزايد الحدّة، عاماً بعد عام، أنه يستطيع، من خلال المسرح، أن يسأل نفسه، يستطيع أن يتحدث عن نفسه وعن العالم. لقد اتسع مجال تفكيره: المسرحيات الثلاث الأولى من مرحلة بيرانجيه - قاتل بلا أجر، الكركدن، السائر في الهواء - تعرض بحثاً أكثر منهجية، كما أن يونسكو يعالج مواضيع جديدة ويواجه مشاكل الجماعات، ويتصدّى لصراع الأيديولوجيات ويقدّم الأحداث الراهنة الأكثر وضوحاً في عرضه للواقع من خلال الحلم. أمّا وقد تحاشى فخ الرصانة الجدّية فقد عاد في أعوام 1959 - 1962 إلى المسرحيات القصيرة المبنية على حيلة لغوية أو على خبطة مسرحية. ففي مسرحيات: مشهد رباعي، تعلّم المشي، الغضب، هذيان ثنائي الثغرة، البيضة المسلوقة، عرض يونسكو التصورات المسرحية في حالته الصافية دون أن يعبّر عن أي تساؤل حول العالم.