فكرة الموت فكرة متكررة باستمرار في مسرح يونسكو: القتل الذي يختم مسرحية الدرس وأحلام شوبير، والجثة في مسرحية إميديه والقتل المتكرر في مسرحية قاتل بلا أجر. الكلمة الأخيرة التي يقولها بيرانجيه للصحفي في مسرحية الماشي في الهواء: أريد أن أشفى من الموت لكن في مسرحية الملك يموت هذه الفكرة هي المسرحية كلها، المقصود هو الموت في شموليته، يقول يونسكو: هذه المسرحية محاولة في تعلّم الموت. ملك يموت. لقد فكّر يونسكو، ولا ريب، باولئك الملوك المخلوعين الذين يعيشون في ذاكرته: الملك لير، الملك ريتشارد الثاني. إن مصيرالملك يروي تاريخ البشر: عندما مات ريتشارد الثاني، كان ذلك يعني موت كلّ عزيز عندي، بل أنا من مات مع ريتشارد الثاني. لقد جعلني أدرك جيداً الحقيقة الأزلية التي ننساها عبر الحكايات والتواريخ، تلك الحقيقة التي لا نفكر بها، الحقيقة البسيطة، المألوفة جداً، أنا أموت، أنت تموت، هو يموت. الملك لير أو الملك ريتشارد الثاني هما كلّ واحد منا، وكذلك بيرانجيه الأول. إن كان اختيار شخصية الملك نتيجة بحث جمالي، إلاّ أن له قيمة رمزية أيضاً. الأبهة الملكية، ديكور القرون الوسطى، لهما، بالتأكيد، طابع شعري راسخ، ويتمّ التذكير بـ الدرس الرهيب الذي يقدّمه موت الملوك إلى جميع الناس في كلّ الأزمان. كل إنسان يمتلك، عند ولادته العالم والمكان والزمان: الإنسان هو ملك. عندما يصل إلى عتبة الموت، ويفقد كل شيء يصبح ملكاً مخلوعاً. من خلال الموضوع الذي تعالجه يتّضح أن مسرحية الملك يموت، هي بلا ريب، المسرحية الكلاسيكية الأولى ليونسكو. كتب جان جاك غوتييه بمناسبة عرضها: نعم، إنني أعلن وأكرر: إنها مسرحية إنسانية، غنية، جيّدة البناء، والتأليف، تمتاز بشاعرية كبيرة.. إنها مسرحية موجعة ومضحكة أيضاً، إنها مأساة ملهاة على الطريقة الشكسبيرية.