تعكس المسرحية اهتمامات سياسية أيضاً. لقد عاب البعض على يونسكو لامبالاته بالأحداث الجارية: بحثنا عبثاً في تلك المسرحيات عن علامة واحدة من علامات عصرنا(2) كما كتبت رونيه سوريل، لكن هذا يعني أنها لم تر في قاتل بلا أجر أن قائد الشرطة والشرطيين، وبشكل خاص الأم بيبا يجسدون الضغوط التي يفرضها المجتمع على الفرد. المسرحية نقد لاذع للطغيان، للايديولوجيات الظالمة المضطهدة - وفي رأي يونسكو، كل سلطة مستبدة، وكل ايديولوجيا ظالمة متى حققت النصر. التفكير الفردي لم يعد حراً: لقد جرب بيرانجيه ذلك مع الشرطيين اللذين حزرا أفكاره، كما أن ادوار صرّح بذلك إلى السكير: أن يفكر المرء ضد عصره فتلك بطولة أمّا أن يعلنه فذلك هو الجنون(3). إذا لم يشعر النقاد بالحالة الراهنة في مسرحية قاتل بلا أجر فذلك لأن يونسكو لم يستخدم أساليب المسرح السياسي الذي ازدهر واستتب له الأمر حوالي عام 1960. النقد اللاذع يذكّرنا، هنا، بجارّي ولا يذكّرنا ببريخت. يعرض يونسكو قناعاته الصحيحة على لسان السكير، بشيء من الحياء، مع حرصه على أن لا يُنظر إليه بجدية كبيرة. - لقد ساهم العلم والفن في تغيير العقلية أكثر مما ساهمت السياسة. الثورة الحقيقية تتم داخل مخابر العلماء ومراسم الرسامين، انشتاين أوبنهايمر، بروتون، كاندينسكي، بيكاسو، بافلوف، هؤلاء هم المجددون الحقيقيون. إنهم يوسعون ميدان معارفنا، يجددون نظرتنا للعالم، يعيّروننا [..] الثورات الشعبية أحقاد وضغائن تتفجر بطريقة خرقاء.. هل هناك موقف أوضح من هذا الموقف في المسرح الذي يسمونه الملتزم؟