مجمع الزوائد و منبع الفوائد جلد 10
لطفا منتظر باشید ...
و سلم يقول إن رجلا أسرف على نفسه فلقى رجلا فقال أن الآخر قتل تسعا و تسعين نفسا كلهم ظلما فهل لي من توبة قال لا فقتله و أتى آخر فقال أن الآخر قتل مائة نفس كلها ظلما فهل تجد لي من توبة فقال إن حدثتك على أن الله لا يتوب على من تاب كذبتك ههنا قوم يتعبدون فائتهم تعبد الله معهم فتوجه إليهم فمات على ذلك فاجتمعت ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب فبعث الله إليهم ملكا فقال قيسوا ما بين المكانين فأيهم كان أقرب فهو منهم فوجدوه أقرب إلى دير التوابين بأنملة فغفر له . رواه الطبراني باسنا دين و رجال أحدهما رجال الصحيح أبى عبد رب و هو ثقة . و رواه أبو يعلى بنحوه كذلك . و عن أبى قيس مولى بن جمح قال سمعت أبا بلوة البلوى و كان من أصحاب الشجرة بايع النبي صلى الله عليه و سلم تحتها و أتى يوما مسجد الفسطاط فقام في الرحبة و قد كان بلغه عن عبد الله ابن عمرو بعض التشديد فقال لا تشددوا على الناس فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قتل رجل من بني إسرائيل سبعا و تسعين نفسا فذهب إلى راهب فقال إنى قتلت سبعا و تسعين نفسا فهل تجد لي من توبة قال لا فقتل الراهب ثم ذهب إلى راهب آخر فقال إنى قتلت ثمانيا و تسعين نفسا فهل تجد لي من توبة قال لا فقتله ثم ذهب إلى الثالث فقال إنى قتلت تسعا و تسعين نفسا منهم راهبا فهل تجد لي من توبة فقال لقد عملت شرا و لئن قلت إن الله ليس بغفور رحيم لقد ذكبت فتب إلى الله فقال أما أنا فلا أفارقك بعد قولك فلزمه على أن لا يعصيه فكان يخدمه في ذلك فهلك رجل و الثناء عليه قبيح فلما دفن قعد على قبره فبكى بكاءا شديدا ثم توفى آخر و الثناء عليه حسن فلما دفن قعد على قبره فضحك ضحكا شديدا فانكر أصحابه ذلك فاجتمعوا إلى رأسهم فقالوا كيف يأوى إليك هذا قاتل النفوس و قد صنع ما رأيت فوقع في نفسه و أنفسهم فأتى إلى صاحبهم مرة من ذلك و معه صاحب له فكلمه فقال له ما تأمرنى فقال اذهب فاوقد تنورا ففعل ثم أتاه فأخبره أن قد فعل فقال اذهب فالق نفسك فيها فلها عنه الراهب و ذهب الآخر فألقى نفسه في التنور ثم استفاق الراهب فقال إنى لاظن أن الرجل قد ألقى نفسه في التنور بقولي فذهب فوجده حيا في التنور يعرق فأخذ بيده فأخرجه من التور فقال ما ينبغى أن تخدمني و لكن أنا أخدمك أخبرني عن بكائك عن المتوفى الاول و عن ضحكك عن الآخر قال أما الاول فلما دفن رأيت ما يلقى به من الشر فذكرت ذنوبي فبكيت و أما الآخر فرأيت ما يلقى به من الخير فضحكت و كان بعد ذلك من عظماء بني إسرائيل .