الآية الأُولى: الاستدلال بآية النبأ وصفاً وشرطاً
منه إلى زمان البعث أي فسق، وكان فسقه مخفياً إلى أن أظهره القرآن الكريم.وأمّا الاستدلال فتارة يستدل بمفهوم الوصف، وأُخرى بمفهوم الشرط، وإليك بيانهما.الأوّل: الاستدلال بمفهوم الوصف بوجهين
1. إنّ قوله: فاسق، وصف لموصوف محذوف، أي مخبر فاسق، فالمخبر الموصوف بالفسق يجب تبيّن خبره، فيكون مفهومه انتفاؤه عند انتفاء الوصف، بمعنى كون المخبر عادلاً. وهذا سار في كلّ وصف لا ثالث له، كما في قوله: «في سائمة الغنم زكاة» فمعناه الغنم بقيد السائمة فيها زكاة، ويكون مفهومه، الغنم عند عدم كونها سائمة ليس فيها زكاة.يلاحظ عليه: أنّ المستدلّ خلطَ بين كون القيد احترازيّاً، وكونه ذا مفهوم، ومفاد الأوّل هو مدخليته في الحكم مقابل القيد غير الاحترازي مثل(في حُجُوركُمْ)في قوله سبحانه:(وَرَبائِبُكُمُ اللاّتِي في حُجُورِكُمْ)(1) وأمّا كونه دخيلاً منحصراً لا يقوم مقامه شيء آخر، فلا يدل عليه.فإن قلت: القائم مقامه هو المعلوفة، فلو كان كذلك، كان ذكر السائمة لغواً، إذ يعرف هذا من أنّ الزكاة لجنس الغنم، ولا مدخلية لأحد الوصفين فيه.قلت: لا تلزم اللغوية، لاحتمال أن تكون القضية جواباً لسؤال السائل عن المعلوفة فجاء الجواب وفقاً للسؤال، وإن كان الحكم عاماً.2. ما حقّقه الشيخ، وقال: إنّ لخبر الفاسق حيثيتين: إحداهما ذاتية وهي ما يكون وصفاً للخبر وهي كونه خبر الواحد، والأُخرى عرضية، أي ما يكون وصفاً للمخبر، ويوصف به الخبر أيضاً بالعناية، وتعليق التبين على العنوان العرضي دون
1 . النساء:23.