امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
«السلطان» ما يكون به التسلّط، و المرادبه هنا المعجزة أو الدليل و المنطق العقليالقويّ أو كلاهما، و قد واجه موسى فرعونبهما.و التعبير بـ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ جاء فيآيات القرآن المتعدّدة و المختلفة كثيرا ..و غالبا ما يراد منه الدليل المنطقيالبيّن و الواضح إلّا أنّ فرعون لم يسلّملمعجزات موسى الكبرى التي كانت شاهدا علىارتباطه باللّه و لم يطأطئ رأسه للدلائلالمنطقية .. بل بقي مصرّا لما كان فيه منغرور و تكبّر فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ.«الركن» في الأصل القاعدة الأساسية أوالاسطوانة «1» و القسم المهمّ من كلّشيء، و هو هنا لعلّه إشارة إلى أركانالبدن، أي أنّ فرعون أدار ظهره لموسىتماما! و قال بعضهم المراد بالركن هناجيشه، أي أنّه اعتمد على أركان جيشه وتولّى عن رسالة الحقّ. أو أنّه صرف نفسه عنأمر اللّه و صرف أركان حكومته- و جيشهجميعا عن ذلك أيضا «2».و الطريف أنّ الجبابرة المتكبّرين حينكانوا يتّهمون الأنبياء بالكذب والافتراء كانوا يتناقضون تناقضا عجيبا.فتارة يتّهمونهم بأنّهم سحرة، و اخرىبأنّهم مجانين، مع أنّ الساحر ينبغي أنيكون ذكيّا و أن يعوّل على مسائل دقيقة ويعرف نفوس الناس حتّى يسحرهم و يخدعهم بها.. و المجنون بخلافه تماما.إلّا إنّ القرآن يخبر عن فرعون الجبّار وأعوانه بقوله: فَأَخَذْناهُ وَ جُنُودَهُفَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَ هُوَمُلِيمٌ.«اليمّ»: كما هو مذكور في كتب اللغة و كتبالأحاديث يطلق على البحر، كما