امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
ثمّ تضيف الآية: وَ النَّخْلَ باسِقاتٍلَها طَلْعٌ نَضِيدٌ كلمة: «باسقات» جمعباسقة بمعنى الشجرة المرتفعة العالية و«الطلع» ثمر النخل و ما يكون منه الرطب والتمر بعدئذ، و كلمة «النضيد» معناهاالمتراكم بشكل دقيق، و المعروف أنّ عذقالنخل قبل أن ينشقّ، يحمل داخله طلعامتراكبا متراكما و حين ينشقّ هذا الطلعيكون مذهلا و عجيبا.و الآية الأخيرة من الآيات محلّ البحثتقول: رِزْقاً لِلْعِبادِ وَ أَحْيَيْنابِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَالْخُرُوجُ «1».و هكذا فانّ هذه الآيات ضمن بيان النعمالعظمى للعباد و تحريك إحساس الشكر فيهمفي مسير المعرفة تذكّرهم بأنّهم يرون مثلاللمعاد كلّ سنة في حياتهم في هذه الدنيا،فالأرض الميتة الخالية و اليابسة تهتزّ وتنبت النباتات عليها عند نزول قطرات الغيثو كأنّ أصداء القيامة تترنّم على شفاهالنباتات قائلة: «وحده لا شريك له».فهذه الحركة العظيمة نحو الحياة في عالمالنباتات تكشف عن هذه الحقيقة، و هي أنّبارئ عالم الموجودات قادر على إحياءالموتى مرّة اخرى، لأنّ وقوع الشيء أقوىدليل على إمكانه!