امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و أنّ الآية تشير إلى أصناف الموجوداتالمختلفة في هذا العالم التي تبدو على شكلزوج زوج كالليل و النهار، و النور والظلمة، و البحر و اليابسة، و الشمس والقمر، و الذكر و الأنثى و غيرها.إلّا أنّه كما ذكرنا سابقا ذيل الآياتالمشابهة لهذه الآيات أيضا أنّ الزوجية فيمثل هذه الآيات يمكن أن تكون إشارة إلىمعنى أدقّ، لأنّ كلمة «الزوج» تطلق عادةعلى جنسي الذكر و الأنثى، سواء في عالمالحيوانات أو النباتات، و إذا ما توسّعنافي استعمال هذه الكلمة فإنّها ستشمل جميعالطاقات الموجبة و السالبة (- و) و معملاحظة ما جاء في القرآن وَ مِنْ كُلِّشَيْءٍ و يشمل جميع الموجودات لاالموجودات الحيّة فحسب. فيمكنها أن تشيرإلى هذه الحقيقة و هي أنّ جميع أشياءالعالم مخلوقة من ذرّات موجبة و سالبة، ومن المسلّم به هذا اليوم من الناحيةالعلمية أنّ الذرّات مؤلّفة من أجزاءمختلفة، منها ما يحمل طاقة سالبة تدعىبالألكترون، و منها ما يحمل طاقة موجبة وتدعى بالبروتون.فبناء على ذلك لا داعي أن نفسّر الشيءبالحيوان أو النباتات حتما أو أنّ نفسّرالزوج بمعنى الصنف «لمزيد الإيضاح ذكرناشرحا مفصّلا ذيل الآية 7 من سورة الشعراء»و ينبغي الالتفات أنّه في الوقت ذاته يمكنالجمع بين التّفسيرين.و جملة لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ- تشيرإلى أنّ الزوجية و التعدّد في جميع أشياءالعالم تذكّر الإنسان بأنّ اللّه خالق هذاالعالم واحد أحد، لأنّ التثنية و التعدّدمن خصائص المخلوقات.و قد جاءت الإشارة إلى هذا المعنىفي حديث عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسّلام إذ قال: «بمضادته بين الأشياء عرفأن لا ضدّ له و بمقارنته بين الأشياء عرفأن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة، و اليبسبالبلل و الخشن باللين، و الصرد بالحرورمؤلّفا بين متعادياتها مفرقا بينمتدانياتها دالّة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلّفها و ذلك قوله: وَ مِنْكُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِلَعَلَّكُمْ