امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
فلسفة و حكمة و هدفا، لا الأعضاء المهمّةظاهرا كالقلب و اللسان و العروق و الأعصاببل حتّى الأظفار و خطوط اليد و البنان وتقوّس القدم أو هيأة اليد و فسلجتها كلّ لهفلسفة يعرفها العلم الحديث المعاصر! فإلىأيّ درجة من السذاجة أن يرى لجميع هذهالأعضاء أهدافا إلّا أنّ المجموع يكون بلاهدف!! و أي قضاء متهافت أن نجد لكلّ بناء فيالمدينة فلسفة خاصّة- إلّا أنّنا نقضي علىالمدينة بأنّها لا فلسفة فيها و لا هدف منورائها!! ترى هل من الممكن أن يبني مهندس مابناء عظيما فيه الغرف و الأبواب و النوافذو الأحواض و الحدائق و «الديكورات» و كلّمن هذه الأمور هو لأمر خاصّ و لهدف معيّن،إلّا أنّ مجموع البناء لا هدف من ورائه؟!هذه الأمور هي التي تمنح المؤمن باللّه والمعتقد به الاطمئنان بأنّ خلقه له هدفعظيم، و عليه أن يسعى و يجدّ حتّى يكتشفهبقوّة العقل و العلم.و العجيب أنّ أصحاب نظرية العبث (في الخلق)حين يردون أيّة زاوية من زوايا العلومالطبيعية- يبحثون عن الهدف لتفسير الظواهرالمختلفة و لا يهدأون حتّى يجدوا الهدف!حتّى أنّهم لا يرتضون أن تبقى غدّة صغيرةفي بدن الإنسان دون عمل و غاية، و لربّمايقضون سنوات بالبحث عن الحكمة من وجود مثلهذه الغدّة ... إلّا أنّهم حين يبلغون أصلخلق الإنسان يقولون بصراحة: لا هدف منورائه.فما أعجب هذا التناقض!! و على كلّ حالفالإيمان بحكمة اللّه تعالى من جانب، وملاحظة فلسفة أجزاء (وجود) الإنسان من جانبآخر، كلّ ذلك يدعونا إلى الإيمان أنّ وراءخلق الإنسان هدفا كبيرا.و الآن ينبغي علينا أن نبحث عن هذا الهدف وأن نحدّده ما بوسعنا- و أن نسير