امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
في الدنيا فإنّ الآية تضيف قائلة لالَغْوٌ فِيها وَ لا تَأْثِيمٌ و لا يصدرعلى أثرها عمل قبيح كما يعقب الشرابالمخدّر! فشراب هذه الكأس طهور نقي يجعلهمأكثر طهارة و خلوصا.أمّا النعمة الرابعة المذكورة لأهلالجنّة فوجود الخدم و الغلمان إذ تقولالآية:وَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْكَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ.و «اللؤلؤ المكنون» هو اللؤلؤ داخل صدفه،و هو في هذه الحالة شفّاف و جميل إلى درجةلا توصف و إن كان خارج الصدف شفّافا وجميلا أيضا، غير أنّ الهواء الملوّث والأيدي التي تتناوله كلّ ذلك يؤثّر فيه،فلا يبقى على حالته الاولى من الشفّافية!فالغلمان و خدمة الجنّة هم إلى درجة منالصفاء حتّى كأنّهم اللؤلؤ المكنون كمايعبّر القرآن الكريم.و بالرغم من أنّه لا حاجة في الجنّة إلىالخدمة، و ما يطلبه الإنسان يجده أمامه،إلّا أنّ هذا بنفسه إكرام أو احترام آخرلأهل الجنّة! و قد ورد في حديث عن النّبي صلّى الله عليهوآله وسلّم حين سئل عن أهل الجنّة فقيل له:يا رسول اللّه إنّ الغلمان هم كاللؤلؤالمكنون فكيف حالة المؤمنين؟ قال صلّىالله عليه وآله وسلّم:و الذي نفسي بيده فضل المخدوم على الخادمكفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب«1».و التعبير بـ (لهم) يدلّ على أنّ كلّ مؤمنله خدمة خاصّون به، و حيث أنّ الجنّة ليستمكانا للهم و الحزن فإنّ الغلمان يلتذّونبخدمتهم المؤمنين!.و آخر نعمة في هذه السلسلة من النعم هينعمة الطمأنينة و راحة البال من كلّ عذابأو عقاب إذ تقول الآية التالية: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍيَتَساءَلُونَ قالُوا إِنَّا كُنَّاقَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ.