امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
ثمّ يتنازل القرآن إلى مرحلة اخرى، فيذكرواحدا من الأمور التي يمكن أن تكون ذريعةلرفضهم فيقول: أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراًفَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ.«المغرم»- على وزن مغنم و هو ضدّ معناه- أيما يصيب الإنسان من خسارة أو ضرر دون جهة،أمّا الغريم فيطلق على الدائن و المدينأيضا.و «المثّقل» مشتقّ من الأثقال، و معناهتحميل العبء و المشقّة، فبناء على هذاالمعنى يكون المراد من الآية: ترى هل تطلبمنهم غرامة لتبليغ الرسالة فهم لا يقدرونعلى أدائها و لذلك يرفضون الإيمان؟! و قدتكرّرت الإشارة في عدد من الآيات القرآنيةلا في النّبي فحسب، بل في شأن كثير منالأنبياء، إذ كان من أوائل كلمات النبيينقولهم لأممهم: لا نريد على إبلاغناالرسالة إليكم أجرا .. ليثبت عدم قصدهمشيئا من وراء دعوتهم و لئلّا تبقى ذريعةللمتذرّعين أيضا.و مرّة اخرى يخاطبهم القرآن متسائلا أَمْعِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْيَكْتُبُونَ فهؤلاء يدّعون أنّ النّبيشاعر و ينتظرون موته لينطوي بساطه و ينتهيكلّ شيء بموته و تلقى دعوته في سلّةالإهمال، كما تقدّم في الآية السابقة ذلكعلى لسان المشركين إذ كانوا يقولون ..نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ.فمن أين لهم أنّهم سيبقون أحياء بعد وفاةالنبي؟! و من أخبرهم بالغيب؟! و يحتمل أيضاأنّ القرآن يقول إذا كنتم تدّعون معرفةالأسرار الغيبية و أحكام اللّه و لستمبحاجة إلى القرآن و دين محمّد فهذا كذبعظيم «1».ثمّ يتناول القرآن احتمالا آخر فيقول: لولم يكن كلّ هذه الأمور المتقدّمة، فلا بدّأنّهم يتآمرون لقتل النّبي و إجهاض دعوتهو لكن ليعلموا أنّ كيد اللّه أعلى