امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
5- صحيح أنّ جبرئيل ملك له مقام رفيع، إلّاأنّه من المقطوع به أنّ مقام النّبي أعلىمنه شأنا: كما ورد في قصّة المعراج أنّهكان يصعد- في المعراج- مع النّبي فوصلا إلىنقطة فتوقّف جبرئيل عن الصعود و قال للنبي:«لو دنوت قيد أنملة لاحترقت»إلّا أنّ النّبي واصل سيره و صعوده!.فمع هذه الحال فإنّ رؤية جبرئيل في صورتهالأصلية لا تتناسب و الأهميّة المذكورة فيهذه الآيات، و بتعبير أكثر بساطة: لم تكنرؤية النّبي لجبرئيل على تلك الأهميّة ..فمع أنّ هذه الآيات اهتمّت بهذه الرؤيةاهتماما بالغا! 6- جملة: ما كَذَبَالْفُؤادُ ما رَأى هي أيضا دليل علىالرؤية القلبية لا البصرية الحسّيةلجبرئيل.7- ثمّ بعد هذا كلّه فما ورد من الرّواياتعن أهل البيت لا يفسّر هذه الآيات بأنّهافي رؤية النّبي لجبرئيل، بل الرّواياتموافقة للتفسير الثاني القائل بأنّالمراد من هذه الآيات الرؤية الباطنية(القلبية) لذات اللّه المقدّسة التي تجلّتللرسول و تكرّرت في المعراج و اهتزّ لهاالنّبي و هالته «1».ينقل الشيخ الطوسي في أماليه عن ابن عبّاسعن رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمأنّه قال: «لمّا عرج بي إلى السماء دنوت منربّي عزّ و جلّ حتّى كان بيني و بينه قابقوسين أو أدنى» «2».و ينقل الشيخ الصدوق رحمه اللّه في عللالشرائع المضمون ذاته عن هشام بن الحكم عنالإمام موسى بن جعفر عليه السّلام من حديثطويل أنّه قال: «فلمّا أسري بالنّبي و كانمن ربّه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب منحجبه» «3».