امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
الباطنية و القرب المعنوي الخاصّ فلاتبقى أيّة مشكلة حينئذ.توضيح ذلك: ممّا لا شكّ فيه أنّ الرؤيةالحسّية للّه غير ممكنة لا في الدنيا و لافي الاخرى .. لأنّ لازمها جسمانيّته وماديّته، و لازم ذلك أيضا تغيّره و تحوّلهو فساده و أنّه يحتاج إلى الزمان و المكان،و هو مبرّأ عن كلّ ذلك لأنّه واجب الوجود.إلّا أنّ اللّه سبحانه يمكن رؤيتهبالرؤية العقلية و القلبية، و هو ما أشارإليه أمير المؤمنين في جوابه على «ذعلباليماني»:«لا تدركه العيون بمشاهدة العيان و لكنتدركه القلوب بحقائق الإيمان» «1».لكن ينبغي الالتفات إلى أنّ الرؤيةالباطنية على نحوين: رؤية عقلانية و تحصلعن طريق الاستدلال. و اخرى رؤية قلبية، وهي إدراك فوق إدراك العقل و رؤية وراءرؤيته! هذا المقام لا ينبغي أن يدعى بمقامالاستدلال، بل هو المشاهدة، مشاهدة قلبيةباطنية، و هذا المقام يحصل لأولياء اللّهعلى درجاتهم المتفاوتة و سلسلة مراتبهم ..لأنّ الرؤية الباطنية هي على مراتب أيضا ولها درجات كثيرة، و بالطبع فإنّ إدراكحقيقتها لمن لم يبلغ ذلك المقام في غايةالصعوبة.و من الآيات المتقدّمة بما فيها من قرائنمذكورة يمكن أن يستفاد أنّ نبي الإسلامصلّى الله عليه وآله وسلّم في الوقت الذيكان ذا مقام مشهود و في مقام الشهود، فإنّهبلغ الأوج في طول عمره مرّتين فنال الشهودالكامل:الأوّل: يحتمل أنّه كان في بداية البعثة،و الثاني في المعراج، فبلغ مقاما قريبا مناللّه و تكشّفت عنه الحجب الكثيرة، مقاماعجز عن بلوغه حتّى جبرئيل الذي هو منالملائكة المقرّبين.