امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و كما نلاحظ في هذه الآيات فإنّ البدوالإبهامي الذي كان يحيط الآيات المتقدّمةيحيط هذه الآيات أيضا التي تتضمّن ظلالامن المواضيع السابقة، و من أجل أن نفهممفاد هذه الآيات لا بدّ من الرجوع إلىمفرداتها اللغوية أيضا.النزلة: هي النّزول مرّة واحدة، فالنزلةالاخرى تعني نزولا آخر، و يستفاد من هذاالتعبير أنّه حدثت نزلتان، و هذا الموضوعيتعلّق بالنزلة الثانية «1».و السدرة: على وزن حرفة- طبقا لتفسير أغلبعلماء اللغة هي شجرة وريقة و ريفة الظلال والتعبير بـ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى إشارةإلى شجرة و وريقة ذات ظلال و ريفة في أوجالسماوات في منتهى ما تعرج إليه الملائكةو أرواح الشهداء و علوم الأنبياء و أعمالالناس. و هي مستقرّة في مكان لا تستطيعالملائكة أن تتجاوزه ..و حين بلغ جبرئيل أيضا في معراجه معالنّبي إلى ذلك المكان توقّف عنده و لميتجاوزه! و رغم أنّه لم يرد توضيح عن سدرةالمنتهى في القرآن الكريم، إلّا أنالأخبار و الرّوايات الإسلامية ذكرت لهاأوصافا كثيرة .. و جميعها كاشف عن أنّانتخاب هذا التعبير هو لبيان نوع منالتشبيه و لغاتنا قاصرة عن بيان مثل هذهالحقائق الكبرى.ففي حديث عن النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم أنّه قال: «رأيت على كلّ ورقة منأوراقها ملكا قائما يسبّح اللّه تعالى»«2».كما
جاء عن الإمام الصادق عليه السّلام نقلاعن رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّمأنّه قال: «انتهيت إلى سدرة المنتهى و إذاالورقة منها تظلّ امّة من الأمم» «3».