امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و هذه التعابير تشير إلى أنّ المراد منهذه الشجرة ليس كما نألفه من الأشجارالمورقة و الباسقة على الأرض أبدا، بلإشارة إلى ظلّ عظيم في جوار رحمة اللّه وهناك محلّ تسبيح الملائكة و مأوى الأممالصالحة.أمّا جَنَّةُ الْمَأْوى فمعناها الجنّةالتي يسكن فيها «1» و هناك أقوال في ما هوالمراد من هذه الجنّة؟! فبعضهم قال بأنّها«جنّة الخلد» التي أعدّت للمتّقينالمؤمنين و مكانها في السماء، و الآية (19)من سورة السجدة، دليلهم على مدّعاهمفَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًابِما كانُوا يَعْمَلُونَ .. فهذه الآيةبقرينة ما بعدها تتحدّث عن جنّة الخلد- ولا شكّ أنّها تتحدّث عن جنّة الخلد.إلّا أنّنا نجد في آية اخرى قوله: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْرَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَاالسَّماواتُ وَ الْأَرْضُ، «2» فاحتمل بعضالمفسّرين أنّ جنّة المأوى التي في السماءغير جنّة الخلد التي عرضها السماوات والأرض.لذلك فقد فسّر بعضهم «جنّة المأوى»بأنّها مكان خاصّ في جنّة الخلد، و هيقريبة من سدرة المنتهى و معدّة للمخلصين! وربّما فسّرها بعضهم بأنّها «جنّة البرزخ»التي تحلّ فيها أرواح الشهداء و المؤمنينبصورة مؤقتة.و يبدو أنّ التّفسير الأخير أنسبالتفاسير و أقربها، و ممّا يدلّ عليهبجلاء أنّنا نقرأ في كثير من الرّواياتالواردة في المعراج أنّ النّبي صلّى اللهعليه وآله وسلّم رأى جماعة متنعّمين فيالجنّة، مع أنّنا نعرف أنّه لن يدخل جنّةالخلد أحد قبل يوم القيامة، لأنّ آياتالقرآن تشير بوضوح أنّ المتّقين يدخلونالجنان بعد الحساب [في يوم القيامة] لا بعدالموت مباشرة و أنّ أرواح الشهداء أيضا فيجنّة برزخية لأنّهم أيضا