امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
لا يدخلون جنّة الخلد قبل يوم القيامة.و الآية: ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغىإشارة إلى أنّ بصر النبي، و أنّ عينيهالكريمتين لم تميلا يمنة و لا يسرة و لمتجاوزا حدّهما، و ما رآه النّبي بعينيه هوعين الواقع، لأنّ «زاغ» من مادّة زيغمعناه الانحراف يمينا أو شمالا، و «طغى»من الطغيان، معناه التجاوز عن الحدّ، وبتعبير آخر إنّ الإنسان حين يرى شيئافيخطئ رؤيته و لا يلتفت إليه بدقّة فإمّاأنّه يلتفت يمنة و يسرة أو إلى ما ورائه«1».و الآن و حيث فرغنا من تفسير مفردات الآينعود إلى التّفسير العامّ للآيات.نعود مرّة اخرى إلى النظريتين في تفسيرالآية.فقال جماعة من المفسّرين بأنّ الآياتناظرة إلى مشاهدة النّبي للمرّة الثانيةجبرئيل في صورته الحقيقيّة عند نزوله منالمعراج عند سدرة المنتهى و لم يزغ بصره فيرؤية الملك و لم يخطئ أبدا.و النّبي رأى في هذه الحال بعضا من آياتاللّه الكبرى، و المقصود بها هي رؤيةجبرئيل في صورته الواقعية، أو بعض آياتالسماء في عظمتها و عجائبها، أو كلتيهما.إلّا أنّ الإشكالات الواردة على التّفسيرالسابق ما تزال باقية هنا، بل تضاف إلى تلكالإشكالات إشكالات أخر و منها:إنّ التعبير بـ نَزْلَةً أُخْرى حسب هذاالتّفسير ليس فيه مفهوم واضح، لكن بحسبالتّفسير الثاني يكون المعنى إنّ النّبيرأى اللّه في شهود باطني عند معراجه فيالسماء، و بتعبير آخر نزل اللّه مرّة اخرىعلى قلب النّبي و تحقّق الشهود الكامل في(المنتهى إليه) القريب إلى اللّه من عبادهعند سدرة المنتهى حيث جنّة المأوى والسدرة تغطّيها حجب من أنوار اللّه.