امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
يشغل فكر الإنسان هو النجاة في الآخرة .. وحاكمية اللّه في الدار الآخرة تتجلّى أكثرمنها في هذه الدنيا.و هكذا فإنّ القرآن يقطع أمل المشركينتماما- بشفاعة الأصنام- و يسدّ بوجوههم هذهالذريعة بأنّها تشفع لهم «و يقولون هؤلاءشفعاؤنا عند اللّه».و هناك احتمال آخر في تفسير الآيتين آنفتيالذكر: و هو أن يتوجّه الإنسان نحو اللّهلعدم بلوغه أمانيّه و ما يرغب إليه .. لأنّالآية الاولى من الآيات محلّ البحث تقول:أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى؟ و هذااستفهام إنكاري، و حيث أنّ جواب هذاالاستفهام أو السؤال بالنفي قطعا، لأنّالإنسان لا ينال كثيرا من أمانيه أبدا، وهذا يدلّ على أنّ تدبير هذا العالم بيداخرى تتحكّم في هذا العالم، و لذلك فإنّالآية الثانية تقول: حيث كان الأمر كذلكفَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَ الْأُولى! وهذا المعنى يشبه ما جاءفي كلام الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسّلام: «عرفت اللّه بفسخ العزائم و حلّالعقود و نقض الهمم» «1».و لا يبعد الجمع بين هذا التّفسير والتّفسير السابق أيضا.و في آخر الآيات محلّ البحث يقول القرآنمضيفا و مؤكّدا على هذه المسألة:وَ كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لاتُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّامِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُلِمَنْ يَشاءُ وَ يَرْضى.فحيث لا تستطيع الملائكة على عظمتها حتّىو لو بشكل جماعي أن تشفع لأحد إلّا بإذناللّه و رضاه، فما عسى ينتظر من هذهالأصنام التي لا قيمة لها، و هي لا تعيشيئا!؟. و حينما تتساقط النسور المحلّقة وتهوي بأجنحتها عاجزة فما تنفع البعوضةالضعيفة؟ أليس من المخجل أن تقولوا إنّمانعبدهم ليقرّبونا إلى اللّه زلفى، أوهؤلاء شفعاؤنا عند اللّه؟!