امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 17
لطفا منتظر باشید ...
و التعبير بـ «تسمية الأنثى» إشارة إلى مانوّهنا عنه في الآيات المتقدّمة، و هو أنّمثل هذا الكلام لا معنى له. و إنّ هذاالأسماء لا مسميّات لها، و بتعبير آخرإنّها لا تعدو حدود التسمية، و لا واقع لهاأبدا.ثمّ يتناول القرآن واحدا من الأدلّةالواضحة على بطلان هذه التسمية فيقولمعقّبا: وَ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍإِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّشَيْئاً.فالإنسان الهادف و المعتقد لا يطلق كلامهدون علم و دراية، و لا ينسب أيّة نسبة لأحددونما دليل .. فالتعويل عن الظنّ و التصوّرإنّما هو من عمل الشيطان أو من يتّصفبالشيطانيّة .. و قبول الخرافات و الأشياءالموهومة دليل الانحراف و عدم العقل! وواضح أنّ كلمة «الظنّ» لها معنيانمختلفان، فتارة تطلق هذه الكلمة علىالأوهام التي لا أساس لها، و طبقا لتعبيرالآيات آنفة الذكر تعني الخرافات والأوهام و ما تهوي الأنفس .. و المراد منهذه الكلمة في الآية هو هذا المعنى ذاته.المعنى الآخر، الظنّ المعقول و هو ما يخطرفي الذهن، و يكون مطابقا للواقع غالبا، وعليه يكون مبنى العمل في اليوم- مرة أوأكثر- كشهادة الشهود في المحكمة و قول أهلالخبرة و ظواهر الألفاظ و أمثال ذلك، فلوأعرضنا عن مثل هذه الأمور و عوّلنا علىاليقين القطعي لاضطربت الحياة و اختلّنظامها.و لا شكّ أنّ هذا القسم من الظنّ غير داخلفي هذه الآيات، و هناك شواهد كثيرة فيالآيات ذاتها على ذلك .. و في الحقيقة أنّالقسم الثاني نوع من العلم العرفي لاالظنّ، فبناء على هذا لا يصحّ الاستدلالبالآية إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَالْحَقِّ شَيْئاً و أمثالها على نفي حجيّةالظنّ بشكل مطلق.و ينبغي الالتفات إلى هذه اللطيفة والمسألة الدقيقة .. و هي أنّ الظنّ فياصطلاح الفقهاء و الأصوليين معناه«الإعتقاد الراجح»، إلّا أنّه في اللغةأوسع